الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب النصح للمصلين في أخطائهم حسب الاستطاعة

السؤال

شاع في المسجد الكثير من أخطاء المصلين، فما هو حكم تأخير النهي عن المنكر إلى يوم آخر لحين حضور إمام المسجد، فأخبره بما شاع من أخطاء المصلين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس محصورا على أئمة المساجد دون غيرهم، بل هو عام لجميع المسلمين كل على حسب قدرته وعلمه. قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ. رواه مسلم. فابذل جهدك في الدعوة إلى الله، والنصح للمصلين في مسجدكم وفي غيره، قال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}

فنبه على إصلاح ما تشاهده من الأخطاء المنتشرة عندكم امتثالا لقول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125} وقال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ {آل عمران:159}، وإذا صادفت من لا يتقبل منك أو لا يقتنع بما تنصحه به، فينبغي لك أن تبلغ من يغلب على ظنك أنه يتقبل منه؛ كإمام المسجد وغيره من أهل العلم والفضل.

وقد سبق في الفتوى رقم: 342847. القول بجواز تأخير إنكار بعض المنكرات للمصلحة الراجحة، وينظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 367051 ، 370468 ، 29987.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني