الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من كانت تجهل حرمة تأخير قضاء الصوم

السؤال

أسأل عن كفارة الحيض، حيث لم أكن أقضي الأيام التي كنت أفطرها، وقد مرت عليها سنوات. أنا لا أعمل، ولست متزوجة، إلا أنني أملك مبلغا من المال.
هل من الممكن أن أقضي هذه الأيام، وأكفر بهذا المبلغ من المال؟ وكم مقدار المال؟ أم يجب علي القضاء وإطعام مسكين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب عليكِ قضاء الصيام، لكل الأيام التي أفطرتِها في شهور رمضان، من كل السنوات حتى تبرأ ذمتك، وتلزمك أيضاً كفارة لكل يوم لم تقضيه لغير عذر، حتى دخل عليك رمضان الذي بعده، بشرط العلم بحرمة التأخير.

لكن إذا كنت تجهلين حرمة التأخير، فإنه يلزمك القضاء دون الكفارة.

ففي حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي نقلاً عن الأذرعي ما نصه: قال الأذرعي: لو أخره لنسيان أو جهل، فلا فدية، كما أفهمه كلامهم، ومراده الجهل بحرمة التأخير، وإن كان مخالطاً للعلماء لخفاء ذلك. انتهى.

أما الحنفية، فلا تلزم عندهم الفدية لتأخير القضاء أصلاً.

قال الحصكفي في الدر المختار: ولو جاء رمضان الثاني، قدم الأداء على القضاء، ولا فدية؛ لما مرَّ، خلافاً للشافعي. انتهى.

فالحاصل من كلام الفقهاء أنه يلزمك القضاء والكفارة، إذا كنت عالمة بحرمة تأخير الصيام إلى ما بعد رمضان الآخر، وأخرته لغير عذر، ومع الجهل بذلك، فيكفيك القضاء. وننصح بمراجعة الفتوى رقم: 41521

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني