الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حكم قول: "يا ليتني لم أوجد"، أو "يا ليت أمي ما ولدتني"

السؤال

ما حكم قول: "يا ليتني لم أوجد"، أو "يا ليت أمي ما ولدتني"؟ أي تمني العدم لا الموت؛ لأن الموت بعده حياة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا نرى حرجًا في تلك المقولة إذا قيلت خوفًا من العقاب، ونحوه، وقد وردت عن بعض السلف من الصحابة، والتابعين، ومن ذلك ما رواه البيهقي في شعب الإيمان، وابن أبي شيبة في المصنف، عنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخَذَ تِبْنَةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ شَيْئًا، لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، لَيْتَنِي كُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا.

وروى الإمام أحمد في الزهد، وابن أبي شيبة في المصنف أيضًا، وغيرهما، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عُمَر بن شُرَحْبِيْلَ ــمن أئمة التابعين العبادـ أنه كَانَ يَضْطَجِعُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَيَقُولُ: «لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي»، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَلَمْ يَهْدِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنَا أَنَّا وَارِدُونَ النَّارَ، وَلَمْ يُخْبِرْنَا أَنَّا صَادِرُونَ عَنْهَا.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني