الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤاخذ المسحور بما يصدر عنه من كفر وردة؟

السؤال

ما هو حكم المسحور الذي صدر منه قول فيه ردة -والعياذ بالله- مثل سب الرسول صلى الله عليه، وآله وسلم، أو سب الله، وحصل هذا بينه وبين نفسه بدون أن يسمعه أحد، حصل منه كسبق كلام وبدون رضا بذلك. وبعد ما أفاق كان في ذهول ودهشة مما قال، وقد وصل في أوقات إلى حالة من شدة الألم والوسواس بالكفر والسب -والعياذ بالله- كان يضرب رأسه بالحذاء، ويضرب رأسه في الحائط من شدة السحر على رأسه، وهو من داخله يحب الله ورسوله الكريم، وبعد ما ينتبه لنفسه يبكي ويستغفر، ويجد أنه لا يريد أن يفعل ذلك، إنما كان مكرها كرها شديدا دفعه السحر للسب، وهو أيضا مريض بوسواس قهري بسبب السحر، يجعله يصدر منه تصرفات غير عقلانية في أوقات، على الرغم من كرهه لهذه الوساوس التي حصلت بسبب السحر، وهذا السحر معه منذ الصغر، وتأكد من ذلك عن طريق استفراغه لمادة سحر كانت عبارة عن دم حائض مجلط، وأشياء غريبة أخرى، وما حصل منه كان بغير إرادة ولا اختيار، وكان في حالة مثل المذهول، أو كالذي يحلم على حسب ما يتذكر؛ لأنه في نفس الوقت الشيطان يوسوس له أنه كان هو السبب، وكان في وعيه، على الرغم من أنه كان بغير إرادة منه ولا اختيار. وهذا الموضوع حصل منذ أكثر من 16 سنة، والشيطان يشككه في نفسه، وأنا أعلم أن الله غفور رحيم، وأن توبة ساب الله ورسوله مقبولة بينه وبين ربه، إلا أن توبة ساب الرسول صلى الله عليه، وآله وسلم -والعياذ بالله- تقبل، لكن لا يرفع عنه القتل. فهل في مثل حالته هذه إذا حصل منه ردة. هل يؤاخذ شرعا وقانونا أمام القاضي، علما بأنه كان بغير إرادة واختيار، وكان في حكم المغيب، وكان سبق لسان وعلى سبيل الخطأ؛ لأن هناك بعض الأشخاص وليسوا من أهل العلم، يدعون أنه لا يعذر من حصل منه ذلك بغير وعي، أو قصد، ويعلم الله أنه معذور ومغلوب على أمره.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن كان مغلوبا على عقله بسحر أو جنون، أو وسواس، أو غير ذلك بحيث صار فاقدا للأهلية، زائل العقل؛ فإنه غير مؤاخذ على ما يصدر منه من أفعال، وإن كان ردة أو غيرها، وذلك لقوله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ {النحل:106}. وينبغي لهذا المسحور أن يرقي نفسه، ويأخذ بأسباب التعافي من هذا الداء بالإكثار من ذكر الله تعالى، ودعائه، والابتهال إليه، وتلاوة القرآن؛ فإنه شفاء ورحمة للمؤمنين.

وعلى هذا الشخص كذلك أن يراجع الأطباء النفسيين الثقات، فقد يكون ما به مرض نفسي يغلبه على عقله، لا تعلق له بالسحر. ويحسن مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، وأما الوساوس فعلاجها تجاهلها والإعراض عنها، وتنظر الفتوى رقم: 51601. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني