الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في معرفة الطهر

السؤال

عادتي الشهرية غالبا كانت تدوم 4 أيام، وكنت أغتسل في اليوم الرابع أو الخامس، لكن منذ سنة تقريبا، أصبحت تنزل نقاط دم متقطعة كلما اغتسلت، وكدرة تدوم أحيانا لليوم السادس أو السابع، أصبحت تشككني في طهري.
هذا الشهر طهرت في اليوم الرابع، وانتظرت حتى أتأكد لليوم الخامس، فاغتسلت وقضيت صلوات اليوم الرابع، ثم بعد صلاة العصر وجدت كدرة دموية، لم أعرف هل أحسبها كدرة، أم دما؛ فصليت العصر، ثم شككت في طهارتي؛ فاغتسلت عند المغرب، وصليت العصر والمغرب وأنا لا أدري هل أعتبر طاهرة أم لا؟
استيقظت قبل الفجر؛ لأني نويت الصيام، وتفقدت الطهر، فوجدت كدرة. وبعد ذلك كانت القطنة تخرج نظيفة عدة مرات، فاعتبرت أني قد طهرت؛ فاغتسلت وصليت العصر والمغرب والعشاء مرة أخرى؛ لخوفي.
وفي يوم صيامي وجدت عند العشاء كدرة دموية، مثل التي نزلت علي من قبل، ولا أدري هل نزلت قبل المغرب أم بعده؟ فهل صيامي صحيح؟ وهل إذا أدخلت القطنة فخرجت بها كدرة خفيفة، ثم أدخلتها بعد ذلك عدة مرات، وخرجت نظيفة، أعتبر طاهرة؟
أو إذا وجدت أحيانا كدرة، وأحيانا جفافا، أعتبر هذا الجفاف طهرا ولو كان لمدة ثواني فقط، وتليه كدرة؟
أرجو الرد سريعا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فههنا أمور ببيانها يتضح جواب أسئلتك.

أولا: المرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين، إما: الجفوف، أو القصة البيضاء، ويجب عليها المبادرة بالغسل فورا عند رؤية الطهر، وتنظر الفتوى رقم: 118817.

ومن العلماء من يسهل في الانتظار نصف يوم، أو يوما، إذا رأت الطهر بالجفوف، ريثما تتحقق الطهر.

ثانيا: ما تراه المرأة من كدرة بعد الطهر، لا يعد حيضا، على الراجح عندنا، وتنظر الفتوى رقم: 134502.

ثالثا: إذا رأت المرأة دما صريحا بعد رؤية الطهر في زمن إمكان الحيض، فقد عادت حائضا، فيلزمها أن تغتسل بعد انقطاعه، وتنظر الفتوى رقم: 100680.

رابعا: الطهر المتخلل للحيضة، طهر صحيح، كما بينا في الفتوى رقم: 138491.

خامسا: عند الشك في حصول شيء، فإنه يضاف إلى أقرب زمن يحتمل حصوله فيه، فإذا شككت هل عاودك الدم قبل المغرب أو بعده؟ فإنه يقدر عوده بعد المغرب؛ لأنه ثاني الزمنين، وتنظر الفتوى رقم: 166109.

وبه، يتبين لك أن صومك صحيح -إن شاء الله- وأنه لا يجب عليك الغسل إذا رأيت الطهر، ثم رأيت بعده كدرة، وإنما يجب عليك إذا تحققت أن ما رأيته من الدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني