الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بنكاح فلانة وأن تكون خيرا له ولو كانت شرا

السؤال

أنا أحب واحدة كثيرا، فهل يجوز أن أدعو الله بأن أراها كل يوم؟ وهل يجوز أن أدعو الله بأن يجعلها من نصيبي؟ وأن تكون خيرا لي، حتى لو كانت شرا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا يجوز أن تدعو الله تعالى برؤية تلك المرأة الأجنبية عنك كل يوم، ولا أقل، ولا أكثر؛ إذ الواجب عليك غض بصرك عنها، والدعاء عبادة، ولا يُدْعى اللهُ بتحصيل المعاصي، فاتق الله -أخي السائل- وقف عند حدوده.

وأما الدعاء بأن يجعلها زوجة لك: فهذا لا حرج فيه، إذا كانت تلك المرأة ليست متزوجة ولا مخطوبة، وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 75749 ، والفتوى رقم: 180331، والفتوى رقم: 134480. أنه يجوز للشخص أن يدعو الله تعالى أن يجعل فلانة زوجة له إذا كانت غير متزوجة؛ إذ ليس في الدعاء بذلك ظلم ولا مخالفة للشرع؛ فراجعها.

والزواج من أفضل ما يُرشَدُ إليه المتحابان؛ كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه والحاكم في المستدرك عَن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَمْ يُرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلُ النِّكَاحِ. فإن كنت راغبا في الزواج منها، فاخطبها من أهلها، وإذا خطبتها، فإنها تظل أجنبية عليك، حتى تعقد عليها العقد الشرعي.

ودعاؤك اللهَ تعالى بأن تكون خيرا لك، ولو كانت شرا. إن كنت تعني أن تدعو الله أن يقلب شرها خيرا لك فلا نعلم مانعا يمنع من هذا، والله تعالى على كل شيء قدير، ولكن الأفضل أن تدعو بما عَلَّمَهُ النبيُّ الصحابة رضي الله عنهم، فقد علمهم في الاستخارة بأن يدعو الواحد منهم ربه أن يصرف عنه الأمر إذا كان شرا له، لا أن يقلبه له خيرا. ففي دعاء الاستخارة: وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ ... رواه البخاري.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني