الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحوال الإخبار بخلاف الظن

السؤال

هل قول عكس ما نظنه، يعتبر نفاقا؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلهذه المسألة صور متعددة، فتارة يكون قول عكس ما يظنه الشخص مشروعا، كأن تدخل على مريض يغلب على الظن هلاكه، فالمشروع لك حينئذ أن تنفس له في أجله، وأن تبشره بالشفاء ونحو ذلك.

قال السفاريني رحمه الله: يَسْأَلُ الْعَائِدُ الْمَرِيضَ عَنْ حَالِهِ نَحْوُ: كَيْفَ تَجِدُك؟ وَيُنَفِّسُ لَهُ فِي أَجَلِهِ بِمَا يُطَيِّبُ بِهِ نَفْسَهُ إدْخَالًا لِلسُّرُورِ عَلَيْهِ؛ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «إذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ» لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ كَمَا فِي الْفُرُوعِ. انتهى.

وقد يكون ذلك غشا وخداعا، بأن يستنصحك أخ لك، فتنصحه بخلاف ما تراه له؛ فإن الدين النصيحة. ومن حق المسلم على المسلم أن ينصح له إذا استنصحه، وروى مسلم في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال:من غش فليس منا.

وتارة قد يكون ذلك نفاقا مخرجا من الملة -والعياذ بالله- كأن يخبر بأنه مؤمن، وهو يضمر الشك في الإيمان فضلا عن ظن خلافه.
وتارة يكون ذلك نفاقا أصغر كأن يعد من نفسه وعدا وهو يظن أنه لا يفي به، فهذا داخل في قوله صلى الله عليه وسلم في علامات المنافق: وإذا وعد أخلف.

قال ابن رجب رحمه الله: أنْ يَعِدَ ومِنْ نيته أنْ لا يفي بوعده، وهذا أشرُّ الخلف، ولو قال: أفعل كذا إنْ شاء الله تعالى ومن نيته أنْ لا يفعل، كان كذباً وخُلفاً، قاله الأوزاعيُّ. انتهى.

والحاصل أن الإخبار بخلاف الظن، يتفاوت حكمه بحسب الحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني