الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة المرأة بغرض رفع الظلم عنها ومنع منكرات زوجها هل هو من تخريب البيوت؟

السؤال

إحدى قريباتي أحسبها على خير، ملتزمة، وصاحبة خلق، أولادها وأولادي أحباب، وزوجها قريب زوجي وصديقه.
الزوج أفعاله سيئة مع زوجته -إهانات، وعصبية، وعلاقات محرمة على النت، واتصالات، وإهمال بيته وأولاده، وإقحامها في التزاماته المادية- والزوجة بسبب القرابة تحكي لي، وتطلب المشورة، وأنا أعرف كثيرًا من تصرفات زوجها من تلميحات زوجي، وكلامه عنه، بالإضافة إلى ما رأيته بعيني، وسكت عن كثير مما أعرفه، ونصحت قدر استطاعتي، وفكرة الظلم نفسها هي التي تقهرني.
مؤخرًا أصبحت أحاول أن أجعلها تحاصره وتواجهه؛ حتى يتراجع عن المعاملة السيئة، ولعلمي أنه يخاف أن يخسرها لو كشفته، وهو قد أحس بخطر من علاقتها بي؛ خصوصًا أني رأيته بعيني في مواقف سيئة، وأنا لم أخبرها حتى لا تتضايق، وهو يبعد امرأته عني حتى لا تحكي لي أي شيء بينهما، ولعله يقول لها: إني خرابة بيوت، فهل أنا فعلًا خرابة بيوت؟ فلو أن زوجة حكت لي مظلمة، فهل يجب عليّ أن أقول رأيي بصراحة من القرائن التي حكتها هي أم إن هذا حرام؟ وهل عليّ حرج إذا امتنعت من دخول بيتهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت، فنصيحتك للمرأة بغرض الإصلاح، ورفع الظلم عنها، ومنع المنكرات التي يقع فيها زوجها، كل ذلك ليس من الإفساد بين الزوجين، ولا من السعي في تخريب البيوت.

ومن طلبت مشورتك في شأن من شؤون بيتها، أو خلاف بينها وبين زوجها، فالواجب عليك النصيحة بما فيه المصلحة، ففي سنن الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ.

قال الطيبي في شرح المشكاة: معناه: أن المستشار أمين فيما يسأل من الأمور، فلا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصلحته.

ولا حرج عليك في الامتناع من دخول بيت هذه المرأة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني