الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النظر المحرم.. حكمه.. خطره.. التوبة منه

السؤال

هل النظر إلى المحرمات، يعد من الزنا؟
وإن كان من الزنا. فما كفارته؟
أرجوكم، فأنا في أمس الحاجة إلى المساعدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنظر إلى المحرمات من الزنا المجازي، وليس من الزنا الحقيقي الموجب للحد، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.

وكونه ليس من الزنا الحقيقي الموجب للحد، لا يعني الاستهانة بخطره، فإنّ إطلاق البصر في الحرام من أعظم أسباب الفتنة وفساد القلوب.

قال ابن القيم -رحمه الله-: وأمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم، وحفظ فروجهم. وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم، مطلع عليها، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر، جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج.

فإن الحوادث مبدؤها من النظر، كما أن معظم النار مبدؤها من مستصغر الشرر. اهـ.
وكفارة النظر المحرم هي التوبة النصوح، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، والتوبة الصحيحة مقبولة ولو تكررت بتكرر الذنب، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ. البقرة 222.

قال ابن كثير -رحمه الله-: أي: من الذنب وإن تكرر غشْيانه. اهـ.
واعلم أنّ غض البصر عن الحرام، من أنفع الأمور لحفظ الفرج، وصلاح القلب، والسبيل إلى ذلك يكون بالاستعانة بالله تعالى، ومجاهدة النفس، والبعد عن مواضع الفتن قدر الاستطاعة، والحرص على تقوية الإيمان بمصاحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، مع كثرة الاستغفار والدعاء.
وللمزيد عن الأسباب المعينة على غض البصر، ومعرفة فوائده وثمراته، راجع الفتاوى التالية أرقامها: 36423، 23231، 78760.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني