الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يرد الإنسان على من سبه بأبيه أو زوجته؟

السؤال

بارك الله فيكم، وعلى القائمين على هذا الموقع، ودمتم على خير للناس.
لي سؤال أستفتي من حضرتكم فيه: واجهتني مشكلة لم أواجهها من قبل قط: فمنذ ما يزيد عن نصف سنة، كان الجيران يسبونني بأفظع الشتائم خلال النهار والليل، ولا يخلو يوم من سب لي؛ فصبرت على ذلك الأمر في سبيل الله، فقد كانوا يسبونني بما يزيد عن 100 مرة، والله أعلم بالسبب، فأنا لم أقترف أو أصنع في حقهم سوءا قط، مع العلم أن السبَّ يكون عن بعد يزيد عن 200 متر، فلا يتبين لي من الشاتم، فلا أستيقن صنع شيء، وهم يزيدون عن 50 شخصا.
فبعد نصف سنة من ذلك الأمر، قاموا بالزيادة في الشتائم؛ فقد أصبحوا يشتمون زوجتي التي لم أتزوجها بعد؛ فاستأت زيادة، وقمت بعد ذلك بسبهم كما يسبونني، وقررت ألا أصمت لأحد، فقد عجزت عن الصبر على قولهم.
فانتهى البعض عن السباب، والآن لا يزيدون عن 20 شخصا، فهم لا يبالون إن نالوا السباب، فهم يعلمون أنهم إذا سبوني، فسأقوم بسبهم وشتمهم. ولا يبالون أن ينالوا الشتم حتى إن كان الأمر لزوجاتهم وخيانتهم، فهم لا يبالون، ولو كانوا يبالون ما شتموا الناس ليشتموهم.
أريد تبيان موقف الشرع، ورأيكم حول ما يجب على المسلم صنعه في مثل هذا الموقف؟ وما حكم الشرع من موقفي؟
وكيف يستطيع المرء أن يصمت صبرا على من يشتم زوجته بأفظع العبارات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تناصح هؤلاء السابين بأن تبين لهم حرمة ما يفعلون، وأنهم بذلك يعرضون أنفسهم لسخط الله تعالى وعقوبته. فإن لم ينتهوا، فاستعن عليهم بمن يردعهم من صالحي الجيران، كما يجوز لك أن تستعدي عليهم القائمين على تنفيذ القانون في بلدك من الشرطة، ويجوز لك أن تقابل اعتداءهم بمثله دون أن تتعدى، فلا يجوز لك أن تسب غير من سبك، فلا يجوز لك مثلا سب زوجة أحدهم، أو أخته لكونه سبك، أو سب زوجتك.

ولو سبك بقوله: يا ابن كذا. لم يجز لك سب أبيه، بل تقول له: يا فاسق يا ظالم، ونحو ذلك من العبارات، وانظر تفصيل فقه رد الاعتداء، في الفتوى رقم: 339082. وما أحيل عليه فيها، ثم إن الصبر ودفع السيئة بالحسنة حسن جميل، لكن إنما يشرع العفو والصفح حيث اشتمل على مصلحة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 370027.

فإن لم يكن في العفو مصلحة، فعليك أن تسعى في عقوبة هؤلاء المعتدين بما يردعهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني