الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قال لزوجته: "حرام طلاق منك بالثلاث إذا رأيتك متزينة" ثم رأى آثار زينة بعد ذلك

السؤال

أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، ومعي طفل، مشكلتي هي أني خرجت قبل شهر مع زوجي، وأنا في دولة أجنبية، وكانت عليّ آثار الكحل والروج، وقد سبق أن أزلتهما، لكن بقيت الآثار، فعندما رآني غضب، وحلف: "حرام، طلاق منك بالثلاث، إذا رأيتك عاملة"، وقبل أربعة أيام أخذني من عند صديقتي، وقبل أن أخرج من بيتها أزلت كل شيء من وجهي -والله العظيم-، وبقي أثر قليل للروج، وعندما رآني غضب، لكنه لم يذكر أنه حلف، ولم يأت بأي ذكر للطلاق، أو ما أشبهه، فهل يعتبر أنه قد طلقني؟ وماذا يجب أن نفعل؟ مع العلم أنه قبل يوم من وقوع الحادثة، حصل بيننا جماع، فما حكم ذلك؟ أريد استشارة في أقرب فرصة؛ لأنها مسألة دينية، ولا أريد أن أرتكب شيئًا حرامًا، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك علّق طلاقك بالثلاث، على رؤية وجهك فيه آثار الزينة خارج البيت، فالظاهر لنا أنّه قد حنث في يمينه برؤية آثار الزينة في وجهك، بعد خروجك من بيت صديقتك.

والمفتى به عندنا في هذه الحال، وقوع الطلاق الثلاث، وحصول البينونة الكبرى، فلا يملك رجعتك إلا إذا تزوجت زوجًا غيره -زواج رغبة، لا زواج تحليل- ويدخل بك الزوج الجديد، ثم يطلقك، أو يموت عنك، وتنقضي عدتك منه.

وبعض أهل العلم يرى أنّه إذا لم يكن قصد إيقاع الطلاق، ولكن قصد التهديد، ونحوه، فلا يقع الطلاق بحنثه، ولكن تلزمه كفارة يمين، وراجعي الفتوى رقم: 96252

والصواب في مثل هذه المسائل أن تعرض على من تمكنكم مشافهته من أهل العلم الموثوق بعلمهم، ودِينهم؛ ليسمعوا من زوجك، ويستفصلوا منه عن لفظه، وقصده، ويفتوا بما يترجح عندهم في المسألة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني