الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم البحث عن المعرف لحساب فتاة لخطبتها

السؤال

أنا شاب أحفظ كتاب الله وملتزم بحدود الله في التعامل مع النساء، فلا أحادثهن ولا أختلط بهن، قبل سنة تقريباً وجدت حساباً لفتاة على موقع تويتر، وهي من الصالحات وذوات الدين، ومهتمة بقضايا الأمة، فعزمت على خطبتها إن شاء الله عند الاستطاعة؛ بحيث أراسلها عليه أنا أو والدتي، ولم أتكلم معها أبداً، فالكلام محرم ولا أرضى لي ولا لها الإثم، الآن أغلقت الحساب، لكني أستطيع بطريقة أخرى أن أطلب منها معرف التلغرام مثلاً، بحيث أتواصل معها أو والدتي إذا أردت خطبتها، لأني أخشى ألا أتمكن من التواصل معها إن أردت الخطبة، مع العلم أني لن أتحدث معها أبداً، ولن أعدها بشيء أو أدخل معها علاقة محرمة قبل ذلك. فهل امتلاكي لهذا المعرف حرام، أم أن مجرد معرفته وطلبه جائز؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يجزيك خيراً على استقامتك على طاعة الله، وحفظك لكتابه، وحرصك على اجتناب ما يسخطه، وفقك الله لكل خير وحفظك وحفظ لك دينك، ويسر لك الزواج من امرأة صالحة تسرك إذا نظرت إليها، وتحفظك في نفسها ومالك إن غبت عنها.

ومجرد بحثك عن المعرف لحساب هذه الفتاة على التلغرام، أو معرفته لا حرج عليك فيه، ويجوز حديثك إليها بخصوص أمر الخطبة إذا راعيت في ذلك الضوابط الشرعية واجتنبت كل ما يؤدي للفتنة، فمحادثة الأجنبية عند الحاجة جائزة كما هو مبين في الفتوى رقم: 47908، وإن تركت الأمر لأمك للتواصل معها بهذا الخصوص فهو أفضل وأسلم لدينك وعرضك، فمحادثة الأجنبية الشابة يخشى على المرء فيها، ولذلك شدد الفقهاء في هذا، وكلامهم مبين في الفتوى رقم: 21582.

ونصيحتنا لك أن لا تعجل إلى أي خطوة قبل سؤال الثقات عنها ممن لهم معرفة بها، ولا تكتفِ بمجرد ما ظهر لك من كونها صالحة وذات دين، فقد تكون المظاهر أحيانا خداعة، والزواج مشوار طويل ينبغي التأني فيه والتروي، ثم بعد الاستشارة عليك بالاستخارة ليختار الرب تعالى لك الأصلح ويكون منه التوفيق، وراجع لمزيد لفائدة الفتوى رقم: 8757، والفتوى رقم: 123457.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني