الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط جواز التربح عن طريق الدخول على الإعلانات ودعوة الناس للاشتراك فيها

السؤال

توجد شركة على النت اسمها: (neobux)، وأنا أسجل مجانًا في هذه الشركة، وأكسب عن طريق الدخول على الإعلانات التي تنزلها الشركة على المواقع، وكل إعلان أدخل عليه أكسب 0.001 دولار، ويوجد خمسون إعلانًا كل يوم، فهل هذا المكسب حلال؟
ويوجد طريقة ثانية للمكسب وهي: إحضار أناس عن طريقي للدخول على الموقع، وأقصى عدد من الممكن إحضاره ثلاثون شخصًا، ويكسبون مثلي بالضبط، وأنا آخذ نسبة من أرباحهم مكافأة من الشركة، من غير أن يخصم منهم أي ربح، مثل السمسرة، فهل الربح من النسبة حلال؟
والموقع فيه اشتراك سنوي بتسعين دولارًا، وهذا الاشتراك مثل اشتراك النادي، يعطيني مميزات أكثر من العادي، ومن هذه المميزات أن عدد الإعلانات تزيد، وكذلك النسبة التي آخذها من الناس الذين يدخلون عن طريقي تزيد، وعدد الناس الذين من الممكن أن يدخلوا عن طريقي يصبح ثلاثمائة بدل ثلاثين، فهل هذه المميزات حلال أم حرام؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سئلنا عن التعامل مع هذه الشركة في الفتوى رقم: 241873، كما سبقت لنا فتاوى عدة حول ضوابط الإعلانات والتربح، وبيّنّا أن جواز ذلك مشروط بأن تكون الإعلانات مباحة -بألا تشتمل على محرم -كالصور العارية، أو نحوها-، ولا يكون فيها ترويج لمحرم، وأن يكون الاشتراك في تصفح الإعلانات مجانًا بلا مقابل، وأن يكون عوض تصفح الإعلانات معلومًا غير مجهول، وألا يكون في الإعلانات خداع للجهات المعلنة، وغش لهم بما يخالف غرضهم، ولا حرج من حيث الأصل في المعاوضة، وأخذ عمولة على جلب المشتركين للموقع، لكن الغالب على شركات الإعلانات هو الإخلال بتلك الضوابط، فانظر الفتاوى التالية أرقامها: 376330، 192603، 312613 ، 316837، 301039.

فالمحظور فيما وصفت في سؤالك هو دفع المال للاشتراك؛ فهذا يجعل العملية غير جائزة.

وإذا كان الغالب على نشاط الموقع وتعاملاته الإباحة، فلا حرج في التعامل معه، والدلالة عليه، لكن لا يسوغ لك أن تجلب مشتركًا للموقع إذا علمت، أو غلب على ظنك أنه سيتعامل مع الموقع تعاملًا محرمًا، كالاشتراك في التربح من الإعلانات بمقابل مالي؛ لما في ذلك من الإعانة على المعصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني