الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المذنب قادر على سلوك الطريق المستقيم

السؤال

يا شيخ: أنا عاص، ووقح مع الله. أجل يا شيخ، وقح، ولا وجدان لدي، أو حتى حياء من الله. أستحي من الخلق، ولا أستحي من الخالق.
يا شيخ: لقد تبت من عادتي البشعة، وعدت إليها، ثم عدت، ثم تبت، عدت وتبت، وعدت وتبت.
وأنا الآن أكتب هذه الرسالة بعدما عدت، بعد أن فتحت صفحة جديدة مع الله، وواظبت على نيتي لأسبوع، من دون أن أقترب العادة. بعد جهد وصراع ومثابرة، سولت لي نفسي وعدت. أحس يا شيخ أن نفسي أصبحت تتوق إلى تلك المعصية. يا شيخ أنا أصلي معظم الأوقات في المسجد، حتى الفجر أصبحت أصليه جماعة. يا شيخ: لماذا أعود وأنا لا أريد، لكن نفسي تريد؟! يا شيخ ماذا أفعل؟ يا شيخ تعبت من المعصية، وأريد النجاة والراحة.
يا شيخ أشكو همي وحزني إلى الله، لقد نجحت لمدة أسبوع ولكني عدت. لماذا يا شيخ؟ لماذا لا ينسيني الله إياها، ويباعد بيني وبينها كما أدعوه؟ لماذا يا شيخ؟ إني تائه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يتوب عليك ويعفو عنك، ثم اعلم أن ندمك وحزنك الشديد على مقارفة تلك المعصية والعودة إليها، دليل على صدق إيمانك، وحياة قلبك، والحمد لله.

فلا تجزع ولا تأس، ولا تيأس من روح الله، ولا تقنط من رحمة الله مهما تكرر منك الذنب، ومهما فعلته، فتب. فإذا عدت وفعلته فتب، ثم إذا عدت وفعلته فتب، ولا تمل التوبة مهما تكرر الذنب ولو ألف مرة، حتى يمنَّ الله عليك بتوبة نصوح لا تعود بعدها لمقارفة الذنب، ولله تعالى حكمة بالغة في تقدير المعاصي على الخلق، وقد بينا طرفا من تلك الحكمة في الفتوى: 179915. والواجب عليك ألا تمل التوبة وتكرارها مهما تكرر الذنب، وإذا نجحت أسبوعا فأنت قادر على أن تنجح شهرا وعاما، وأبدا إن -شاء الله- وعلاج تلك الآفة بالمبادرة بالزواج إن أمكنك، وإلا فأكثر من الصيام، واصحب الصالحين، واجتهد في الدعاء واللجأ إلى الله تعالى والتضرع إليه، واقتل وقت الفراغ عندك بالعمل النافع لك في دينك ودنياك، وقاوم الأفكار والخواطر قبل أن تصير عزمات وإرادات، وانظر الفتوى: 150491.

نسأل الله أن يتوب عليك توبة نصوحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني