الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق التقرب إلى الله تعالى وتحقيق رضاه

السؤال

كيف أتقرب من الله؟ أريد أن يرضى الله عني، وأريد أن يهبني الله كل ما أطلبه منه، وأريد أن أسعد في حياتي، وأريد أن أحقق التفوق في دراستي، فكيف السبيل إلى ذلك؟ أريد أن أكون قويًّا بالله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فطريق التقرب إلى الله تعالى، وتحقيق رضاه، واضح، قد بينه النبي صلى الله عليه وسلم أتم بيان، وهو كذلك طريق نيل سعادة الدنيا والآخرة، والتفوق في الدنيا.

وأصل ذلك: أن تبدأ بالمحافظة على الفرائض، فلا تخلَّ بشيء منها، ثم تكثر من النوافل بحسب استطاعتك، وتحمل نفسك عليها شيئًا فشيئًا، فتبدأ بما تقدر عليه، وإن قلَّ؛ حتى تمرن عليه نفسك وتعتاده، ثم تزيد في ذلك القدر، وتجاهد نفسك على فعل ما أمر الله به، وترك ما نهى الله عنه، فذلك أعظم سبيل لنيل القرب من الله تعالى، بل لنيل محبوبيته، كما في الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن الله تبارك وتعالى، قال: ما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله، ترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بد له من الموت.

واعلم أنك كلما تقربت إلى الله، تقرب الله إليك، وزادك قربًا منه سبحانه.

ومن الوسائل المعينة لك على ذلك: لزوم الدعاء والابتهال، والضراعة إلى الله تعالى؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء.

وكذا صحبة الصالحين الذين يذكّرونك إذا نسيت، وينبّهونك إذا غفلت، ويأخذون بيدك إلى الله تعالى؛ فإن هذا من أعظم ما يعين على القرب من الله سبحانه.

وعليك بتعلم العلم الشرعي؛ فإنه لا سبيل إلى القرب من الله أعظم من تعلم العلم، فبه تعرف ما يحبه الله وما يبغضه، وتعرف ما يقرّبك منه سبحانه وما يبعّدك عنه.

وعليك بتنظيم وقتك، وعدم إضاعته، وألا تصرف ساعة من ساعاتك إلا في مصلحة دينية، أو دنيوية؛ فبذلك يحصل لك التفوق في دنياك، والتميز على أقرانك، كما تحصل لك بذلك سعادة الدنيا، والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني