الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب الولد تجاه الأم التي تريد الرجوع لبلدها إذا لم يوجد فيه من يرعاها

السؤال

أنا مغترب، أعيش في السعودية، ووالدي متوفى، ولدي أختان متزوجتان في مصر، وأنا متزوج ولديّ أطفال، وبعد زواج أختي الأخيرة، قمت بعمل زيارة لوالدتي، وزوجتي، وأبنائي؛ لكى يأتوا للعيش معي في السعودية؛ لأنه لا يوجد في مصر من يرعاهم، وبعد مرور حوالي شهر من قدومهم من مصر، طلبت أمي مني النزول إلى مصر مرة أخرى؛ لأنها غير مرتاحة للمعيشة في السعودية، وأنها لا تستطيع أن تكمل باقي الفترة هنا، وأنا -يعلم الله- أحاول أن أوفّر لها كل سبل الراحة والرفاهية قدر المستطاع، وهي مقرّة بذلك، ولكنها تقول: إنها اعتادت في مصر على معيشة أخرى، حيث الجيران والأهل والأقارب، تراهم من وقت لآخر وتزورهم، وهكذا.
وأنا حاليًّا لا أعلم ماذا أفعل، فلو تركتها تنزل مصر، فأنا أعلم أنه لا يوجد من يرعاها، حتى إن أختيّ أقرتا لها بذلك، لأن كلًّا منهما لديها مسؤوليات، وأنهما تريدانها أن تبقى معي؛ لأنهما مطمئنتان عليها، وفي نفس الوقت أخاف أن تعيش معي هنا رغمًا عن إرادتها، فأكون بذلك آثمًا.
أنا في حيرة من أمري، ولا أعلم ماذا أفعل لكي أرضيها، وأرضي ربي فيها؟ أفتونا -يرحمكم الله-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على حرصك على البر بأمك، واجتهادك في سبيل رضاها، وتجنب ما يسخطها، ونسأله سبحانه أن يرزقك برها، ورضاها، وأن يرضى عنك بمنّه، وكرمه سبحانه، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.

وللمزيد فيما يتعلق بفضل بر الوالدين، انظر الفتوى: 366349.

وإن كان الحال ما ذكرت من أن أمك في حاجة للرعاية، وأن إقامتها معك حيث تقيم، أدعى لهذه الرعاية، فحاول إقناعها بالعيش معكم، وتلطف بها، ووسط لها من ترجو أن تستجيب لقوله، فإن تيسر إقناعها، فالحمد لله، وإلا فابحثوا عن سبيل لإقامتها في بلدكم على حال تأمنون عليها فيها، ومن ذلك أن تكون معها خادمة موثوقة ترعاها، وتقوم عليها، إن لم يكن بالإمكان أن تكون مع واحدة من بناتها، على أن يتعاهدنها بزيارتها، وتفقد حالها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني