الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قرأت لأحد الشيوخ أنَّ تزين الرجل لزوجته مستحب، وهو من كمال الرجولة؛ لما في ذلك من إعفاف زوجته، وعدم نظرها لغيره، وزينة الرجل في اهتمامه بمنظر جسمه، وعضلاته، ورائحته، وملابسه، وجمال لحيته، وشعره، وسنن الفطرة، وإزالة خطوط التمدد، والتداوي من الأمراض المنفرة، ورجولته بأخلاقه، والغيرة المحمودة، وتدينه، فهل ذلك مستحب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما قرأته عن استحباب تزين الرجل لزوجته في حدود الشرع، والعرف؛ فهو صحيح، جاء في فقه السنة لسيد سابق -رحمه الله-:

من المستحب أن يتزين الرجل لزوجته، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: إني لأتزين لامرأتي، كما تتزين لي، وما أحب أن أستنظف كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقها الذي لها عليّ؛ لأن الله تعالى قال: ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف.

قال القرطبي في قول ابن عباس هذا: قال العلماء: "أما زينة الرجال فعلى تفاوت أحوالهم، فإنهم يعملون ذلك على الليق، والوفاق، فربما كانت زينة تليق في وقت، ولا تليق في وقت، وزينة تليق بالشباب، وزينة تليق بالشيوخ ولا تليق بالشباب".

قال: "وكذلك في شأن الكسوة، ففي هذا كله ابتغاء الحقوق، فإنما يعمل اللائق، والوفاق؛ ليكون عند امرأته في زينة تسرها، ويعفها عن غيره من الرجال".

قال: "وأما الطيب، والسواك، والخلال، والرمي بالدرن، وفضول الشعر، والتطهر، وقلم الأظافر، فهو بين موافق للجميع، والخضاب للشيوخ، والخاتم للجميع من الشباب والشيوخ زينة، وهو حلي الرجال.

ثم عليه أن يتوخى أوقات حاجتها إلى الرجال، فيعفها، ويغنيها عن التطلع إلى غيره ...

وإن رأى الرجل من نفسه عجزًا عن إقامة حقها في مضجعها، أخذ من الأدوية التي تزيد في باهه، وتقوي شهوته حتى يعفها".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني