الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سلام الطالب على زميلاته وسؤالهنّ عن الحال

السؤال

أنا طالب في الجامعة، وأشارك في الأنشطة الطلابية، ونضطر لحضور اجتماعات فيها طالبات، ولكن لا خلوة فيها، فهل هذا جائز؟ وهل يجوز السلام عليهن، والسؤال عن الحال؟ وهل يجوز توصيلهنّ في الشارع -ليس بالسيارة- لأقرب وسيلة مواصلات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالاختلاط المعهود في كثير من المؤسسات التعليمية، من جنس الاختلاط المحرم، وهو شر مستطير، وفساد وبيل، لا سيما وأن الجميع في سن الشباب، بالإضافة إلى تبرج الفتيات، فهذا كله من دواعي الفتنة، وقد ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.

ولأجل هذا شدد الفقهاء في مجرد الحديث إلى المرأة الشابة، أو إلقاء السلام عليها، أو رد السلام إن هي سلمت، وتجد نصوصهم في هذا الخصوص في الفتوى: 21582.

ومن هنا، فالواجب الحذر، وأن يكون التعامل معهنّ عند الحاجة لذلك في حدود معينة.

وأما التوسع بما ذكر من السلام، والانبساط معهن بالسؤال عن الحال، أو صحبتهن إلى مكان المواصلات، فهذا كله من دواعي الفتنة.

وأما حضور الأنشطة الطلابية، والاجتماعات، فإن كانت مما ترجى منها فائدة، أو تتحقق بها مصالح شرعية، وانتفت فيها المنكرات, وأمن المرء على نفسه الفتنة؛ فلا بأس بالمشاركة فيها. ونرجو أن تراجع لمزيد الفائدة وللأهمية الفتوى: 5310.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني