الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة إجراء الجراحة التجميلية

السؤال

أنا أجريت عملية تجميل في الأنف لتصغيره ولكن ندمت عليها فلقد تشوه وجهي وصغر أنفي بدرجة كبيرة ثم علمت أنها من تغيير خلق الله وأنها محرمة وعليها لعنة الله ومن أمر الشيطان (فلآمرنهم فليغيرن خلق الله) فأنا في حالة نفسية سيئة للغاية من مدة ثلاثة شهور ولقد ذهبت إلى العمرة خمس مرات ودعوت الله أن يرجع وجهي كما كان ومع الإكثار من شرب ماء زمزم وأنفي على حاله مع العلم بأني ذهبت إلى دكتور فقال مستحيل أن يرجع أنفك كما كان في الأول ولو لفيت العالم كله وأشعر بإحباط قاتل مع العلم بأني قبل العملية صليت صلاة الاستخارة ثم استعجلت العملية ما أنتظر أخاف أنها عقوبة من الله علي مع أني أعلم أن الله على كل شيء قدير بإرجاع وجهي كما كان مع العلم بأني أفكر أن أذهب للعمرة للمرة السادسة بعد العملية لأدعو عند الكعبة .رجاء ساعدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان حكم إجراء جراحة التجميل، وأنها لا تجوز إن كانت لمجرد الزينة، وأنها تجوز إن كانت لإزالة ضرر، وتراجع الفتوى رقم: 17718. فالواجب عليك التوبة والندم على ما فات والعزم على عدم العود في المستقبل.

ثم اعلم أن ما حدث لك ابتلاء من الله تعالى، ويحتاج إلى الصبر عليه، لتكفر عنك السيئات وترفع لك الدرجات، وأما الدعاء بمثل هذا الأمر المذكور فلا حرج فيه إن شاء الله، وذلك لأننا كما ذكرنا سابقاً أنه يجوز إجراء جراحة التجميل لإزالة الضرر، فهو دعاء بأمر ممكن عادة وجائز شرعاً، ولكن ننبه إلى أن عدم استجابة الله لما أراده العبد بعينه لا يعني عدم استجابة الدعاء، فقد روى الترمذي في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني