الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحكم لأحد من أهل القبلة بجنة أو نار إلا بنص ثابت.

السؤال

هل يحكم لأهل القبلة بجنة أو نار ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأهل القبلة الذين هم المسلمون المصلون إليها يحكم أنهم يدخلون الجنة إن ماتوا على الإسلام، ومن دخل النار منهم بسبب معاصيه فلا يخلد فيها، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: " يقول الله تعالى: من كان في قلبه مثقال خردل من إيمان فأخرجوه" يعني: من النار، فأهل السنة والجماعة لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بأي معصية من المعاصي ما لم يستحلها أو تكن شركاً .
أما الحكم على أحد بعينه من أهل القبلة بجنة أو نار فهو موقوف على الوارد في كتاب الله والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بالجنة وعكاشة بن محصن ونحوهم ولا مدخل للعقل فيه، لكننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء. وننبه على أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فقد تواترت النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن التوبة المستوفية شروطها المعروفة تخلص صاحبها من جميع الذنوب، ومن أصرح هذه النصوص قوله تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر:53] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني