الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبادرة إلى الإنكار على مستمع الغناء مطلوبة شرعا

السؤال

ثم أما بعد: فإن لي سؤال من فضلكم يتمثل في ما يلي: هل صحيح أنه لا يؤتى العاصي حين معصيته مثلا: أن يكون شخص يستمع للغناء فهل تنهاه وهو يستمع، أم بعد انتهائه من السماع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاستماع إلى الغناء من الأمور المحرمة التي يجب على المسلم إنكارها حسب طاقته امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم وأصحاب السنن.

وتغيير المنكر داخل في الدعوة إلى الله تعالى، وقد بين الله تعالى أن الدعوة تكون بأقرب الطرق إلى الوصول إلى مقصد الداعي وهو ترك المنكر والرجوع إلى الحق، حيث قال الله تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل:125].

وعليه فمن رأى من يستمع إلى الغناء المحرم ونحوه من المنكرات فليبادر إلى إنكار ذلك المنكر ما لم يخش حصول منكر آخر مساو أو أعظم، وإن رأى أن المصلحة في تأخير الإنكار من مجلس إلى آخر فلا بأس بتأخيره، وللمزيد من الفائدة في هذا الموضوع يرجع إلى الفتوى رقم: 36372، وللتعرف على خطورة الاستماع إلى الغناء راجع الفتوى رقم: 5282.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني