الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها يسبها ويسب أهلها وأمه توسع هوة الخلاف بينهما

السؤال

تتلخص مشكلتي التي تنتظر منكم الحل في زوجي حيث إنه اعتاد منذ زواجنا بأذيتي وأهلي بلسانه الجارح ويطالهم بكلامه السيء الحاسد تحملت الوضع لسبع عشرة سنة لخاطر أولادي ومنذ 3 أشهر اتخذ أسلوب إذا لا تعجبك سياستي اخرجي من البيت والكلمة في خاطري والباب يفوت جمل تجاهلت الأمر والسبب قيامه بضرب أحد أولادنا وإنكاري لذلك بنظرات دون التحدث
أعاد الموضوع مرة أخرى وتجاهلته
في أحد الأيام تأخرت للنهوض للأولاد للمدرسة لسهري مع طفلي الرضيع واتخذ منها حجة نالني السب والشتم وكذلك أخذ يعيرني بأخواتي المطلقات (وزوجي يمت لي بصلة قرابة) لم أتحدث إليه من 3 شهور حيث إني أحسست أنه ما في قلبه نحوي حقيقة لا أعرف كيف أعبر
عدى ذلك وجود والدته التي دائما تنقل له الحكايات العادية لأولادي إن شربوا وأكلو ووووو.. وتجعل منها أمرا عظيما ولا ترتاح إلا إذا قام بضربهم
قامت والدته مشكورة بالذهاب إلي أختي وقامت بدور المصلحة حيث عابت بي وبسلوكي ويشهد الله أني لا أعرف من الناس سوى أخواتي ولا صديقة لي ولا جارة بسبب زوجي وأمه اللذين دأبا منذ دخولي عليهم بمعاملتي كأني؟؟؟؟
أصبحت لا أطيق والدته وأكرهها فعلى الرغم من الخلاف بيني وبين ولدها إلا أنها تحاول اختلاق المشاكل
لا أملك سوى الدعاء ولا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل فيهم....هذا قليل من كثير
هل يحق للزوج هكذا معاملة وتجريح مع هذه العشرة
لا يقوى قلبي على نسيان الإهانة والتجريح فهل أُثم لصمتي عن زوجي ؟
هل أبادر بالتحدث إليه والأجر عند الله؟
كيف لي تجاهل مشاكل والدته؟
أشعر أن وجود والدته سبب رئيسي لمشاكلنا ومثال سفرها لفترة منذ سنوات كان زوجي عكس ما هو عليه بوجود والدته
وعلى الرغم من ترفعي عن الحديث معها إلا أنها لا زالت تهيء لي المشاكل لتحملني إياها وأنا لا حول ولا قوة لي ، أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نهى الإسلام عن سب المسلمين وشتمهم وجعل ذلك فسقا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.

ويشتد الإثم أكثر إذا كان ذلك من الزوج لزوجته وأصهاره، لأنه ينافي العشرة بالمعروف، وانظري الفتوى رقم: 20155.

وعلى هذا، فالواجب على هذا الرجل أن يتقي الله في زوجته وينتهي عن هذا الخلق المشين، إذ كيف يليق بالإنسان أن يعامل زوجته وأم أولاده وذات رحمه بهذا التعامل المشعر بخلل في الدين ونقص في الخلق، وهذا ما لا يرضاه مسلم لغيره، فأحرى أن يكون صادرا منه وإن كان الحامل على هذا طلب رضى الأم فليعلم أن الشرع الذي أوجب طاعتها قيد ذلك بما لا يخالف الشرع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. وقوله: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

كما أن على أمه أن تتقي الله وتكف عن أذية زوجة ابنها وتحريضه عليها.

أما أنت أيتها الأخت أعانك الله فعليك بالصبر ومقابلة الإساءة بالإحسان، فلعلك إن دمت على ذلك غير ذلك من أحوالهم اتجاهك، وإياك أن تخبري أهلك أو أحدا بذلك خاصة فيما يتعلق بشتمه لأهلك، لأن ذلك قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الخصام والطلاق، اللهم إلا ما يتعلق بشأنك ورجوت إفادة من وراء ذكره بحل تلك المشاكل.

ثم إنه من حقك أنه إذا وجدت ضررا من سكناك مع أم زوجك في بيت واحد أن تطالبي زوجك بهدوء واختيار الوقت المناسب لذلك بأن يسكنك وأولادك في بيت مستقل عن أمه.

وانظر الفتوى رقم: 34018، والفتوى رقم: 45138.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني