الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجب مراعاة الضوابط والآداب الشرعية عند اتخاذ الخادمات في البيوت

السؤال

في حالة غضب شديد حلفت أن أضرب أختي فقلت "والله سوف أقتلك ضربا" بصوت عالي وواضح، لكن حاولت تهدئة نفسي ولم أضربها، فهل علي كفارة في هذه الحالة، وما معنى كفارة.
2- تعيش معنا في منزلنا شابه تبلغ من العمر 20 سنة هي تعمل في منزلنا وتقوم بالواجبات المنزلية وذلك منذ 3 سنوات، أو ما يزيد وهي تعيش معنا في المنزل، أبوها يزورها مرة في 3 أشهر وزيارته تقتصر على أخذ المال ولا يهمه حال ابنته إن كانت مريضة أو أي شيء على الإطلاق، عندما بلغت 9 سنوات (وهم يسكنون في منطقة ريفية بعيدة عن العاصمة) جاءت عائلة من العاصمة وأخذتها معها لكي تقوم بالواجبات المنزلية (هذه العائلة أساءت العناية بها فهربت من المنزل وشاءت الأقدار أن تستنجد بأمي مع أنها تلك أول مرة تراها فيها)، معنى ذلك أنها حرمت من طفولتها ومتابعة دراستها، ليست هي الوحيدة بل نفس الشيء يصير مع إخوتها البنات بحيث أبوهم لا يهمه حالهن ولا شرفهن ولا شيء قدر ما يهمه المال، عندما أسألها هل تحبين العودة إلى عائلتك الأولى تجيبني بأنها تتبرأ منهم، سيدي الفاضل هذا كلام خطير هل لها الحق أن تتبرأ منهم أو أن ينعدم أي أحساس بالشفقة تجاههم، مع العلم بأنها ليست الضحية الأولى ولن تكون الأخيرة، الكثير من العائلات الغنية تذهب إلى الأرياف وتأخذ البنات بمقابل ثم عندما تصل بها إلى المنزل تسيء معاملتها فتضيع تلك الطفلة وهي مازالت في عمر الزهور، مع العلم بأن الشابة التي تعيش معنا تعاني من ألم شديد في الظهر وذلك لأنها عندما كانت صغيرة كانوا يجبرونها على حمل متاع ثقيل، ما يجب فعله في حاله كهذه، معذرة على الإطالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت في عدولك عن إنفاذ ما أقسمت عليه، وفي إغلاقك باباً من أبواب الشيطان إلى الشر والفساد، ونوصيك بالحذر من الغضب، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب. فردد مراراً قال: لا تغضب.

وبخصوص هذه اليمين، فالواجب عليك فيها الكفارة، ولا يجوز لك إنفاذ ما حلفت عليه، لأنه أمر محرم، وقد روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير.

وكفارة اليمين كما بينها الله في كتابه هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 204 هذا فيما يتعلق باليمين.

وأما الخادمات، فإن اتخاذهن في البيوت وإن كان مشروعاً في الجملة إلا أنه تجب مراعاة الضوابط والآداب الشرعية في ذلك، ومن ذلك الإحسان إليهن وعدم تكليفهن ما لا يطقن، وإعانتهن في ذلك، ثم إن الواجب على أولياء هؤلاء الخادمات أن يتقوا الله فيهن، وأن لا يجعلوهن وسيلة لكسب لقمة العيش.

وبخصوص موقفك اتجاه هذه الخادمة فانصحها بأن لوالديها حقاً عليها، وأن لا تبغضهما وإن أساءا إليها، وأن تقابل ذلك كله بالصبر على أذاهما، واعلم أن هذه الفتاة أجنبية عنك فلا يجوز لك النظر إليها ولا الخلوة بها، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 1962، والفتوى رقم: 45929.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني