الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حق الفراش لازم للزوج وإن أساء إلى امرأته

السؤال

شكرا لردكم واهتمامكم , لن أطيل وسأحاول تلخيص مشكلتي . سيدي سأتكلم بلسان الوالدة أطال الله عمرها وأمل أن أجد جوابا شافيا ومقنعا بالقرأن أولا والسنة ثانيا وبالاجتهاد أخيرا. تزوجت أمي صغيرة السن كبنات جيلها طبعا . ولكنها لم تكن مرغوبة ممن حولها وتعبت كثيرا وأتعبها الوالد حيث إنه سافر وتركها وحيدة ولم يكن يسأل عنها بل إنه تجاوز ذلك بزواجه بأخرى هنا بفرنسا . وكان يرفض السؤال عنها وعن أولاده, وكان في كل مره يعود فيها لا يجد إلا امرأه تنتظر زوجها( للعلم كانت محبوبة جدا من والدي زوجها رحمهما الله , فهما من أراداها زوجة لابنهما عساها تنجح في خلق المسؤولية بنفسه )وكان كل عودة تختم بولد أو بنت, ويعود هو للهجرة وتبقى في المعاناة, لن أطيل القول إنها تعذبت بالفعل. الشيء الذي دفعها بعد تفكير بمرافقته في سفره مهما حصل لتضمن لنا القوت واللباس والتعليم وذلك بعد أن قرر خالي تربيتنا والتكلف بنا إلى أن تستقر أوضاعها , لانه كان مستحيل أن تاخذ اولادها ال 4 و بناتها 3 للغربة دون بيت مقصود, الحمد لله تربينا أحسن تربية ودرسنا ونجحنا و الوالدين أصبح لدينا أربعه(خالي وزوجته .أمي وأبي ) ولكن كل هذا بفضل الله و الولدة التي أصبحت أم و أبا فهي من كانت تقتصد و . أعرف أنني أطلت ولكنها إطالة لابد منها ليكون الحكم عادلا , سيدي أمي نسيت نفسها وحرمتها من أجلنا حتى أن العلاقة بينها و بين الوالد لم تعد علاقة زوج وزوجة منذ زمن طويل , ولكن السنة الماضيه ذهبت للحج و قررت تغيير مجرى هذه العلاقة و تجعلها كأي علاقة بين زوجين , ولكن حصل ما زاد غضبها وكرهها وعدم تقبل أي اقتراب من الوالد بل إنه أعاد إليها كل مافعله ليعذبها متعمدا وأنا أقصد كلمة متعمد, حصل أنه تحرش لأكثر من مرة بأمي الثانية التي ربتنا , تحرش بها بعد أن سقط أبي الثاني (خالي ) مريضا دون أي اعتبار لتضحيتهما على أولاده وتربيتهم و و والشيء الذي آلمها جدا وجعلها ترفضه وترفض العلاقة معه . سيدي هذا تلخيص و هو فعلا كذلك و لو طال , فما رأي الدين من رفض الوالدة . سيدي أعلمكم أنه وحسب قول الوالدة, إن أبي لم يدعها للفراش بل هي أرادت أن تصلح شيئا ما به, عله لا يتطاول على امرأة خالي. سأعيد السؤال ماحكم رفضها لزوجها بعد كل هذه الاحتقارات والتطاول على بيت أخيها .
والسلام عليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلاشك أن أباك قد أخطأ في تقصيره في حق أمك وحقك أنت وأشقائك، فقد كان واجباً عليه أن يحسن عشرة أمك ويعطيها حقها في الفراش والنفقة ويعدل بينها وبين امرأته الثانية، كما كان واجباً عليه أن ينفق عليكم ما دمتم غير قادرين على الكسب ويعطيكم حقكم من التربية والرعاية والتأديب إلا إن هذا التقصير لا يسوغ لك أنت وأشقائك أن تعصوه أو تخالفوا أمره مادام بالمعروف لأن البر ثابت له في جميع الأحوال ولوكان كافراً أحرى لوكان مسلماً عاصياً، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً {لقمان: 15}، وفي الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت إن أمي قدمت وهي راغبة أفاأصل أمي، قال: نعم صلي أمك. أما بخصوص أمك فلا يجوز لها أن تمتنع عن فراش أبيك مع ما فعل معها، ذلك لأن حق الفراش لازم له، وذلك لما في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. والأدلة على هذه المسألة كثيرة،وننبه على أنه لايجوز لأبيك أن يتحرش بزوجة خالك ولو لم تقدم لكم شيئا فما بالك إذا كانت قد أحسنت إليكم بل وإليه بحسن تربيتكم والله تعالى يقول: هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ {الرحمن:60}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني