الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من بر المرأة بزوجها مصالحتها أمه

السؤال

أنا وأم زوجي بيننا خلافات، وهذه الخلافات من طرفها، وبمناسبة حلول شهر رمضان الكريم لا أستطيع مسامحتها، لشعوري بالاستياء منها، فهل عليَّ إثم؟ مع العلم أنها لا تريد المصالحة معي. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أعظم الناس حقاً على الرجل أمه، وأعظم الناس حقاً على المرأة زوجها، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت يزيد (لما علم أنها ذات بعل): فأين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك. رواه أحمد، وانظري الفتوى: 8083، والفتوى: 4180.

وإن برك لأم زوجك هو إحسان إلى زوجك، وانظري الفتوى: 27019.

وينبغي أن تحرصي على المصالحة مع أم زوجك خاصة عند دخول رمضان، فقد ذكر الله صفات المتقين وعد منها: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ {آل عمران:134}، وقال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}.

وأما قولك: إنك لا تستطيعين مسامحتها، فإن هذا من تلبيس الشيطان ليفوت عليك الأجر العظيم الذي أعده الله لمن عفا وصفح، قال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}، وقال صلى الله عليه وسلم: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.

وقال أيضاً: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني