الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جدتي مريضة بالنسيان ودائما تشتم الناس وتتكلم فيهم من ورائهم وأنا أكرهها وأغضب عليها لأنها تشتم الناس من ورائهم وهي تغضب مني هل أكون مخطئة في ذلك؟ وهل علي ذنب تجاهها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان ما يحدث من جدتك من شتم وعراك في حق الناس ناتجا عن الخرف وفقدان العقل، فهي غير مسؤولة شرعاً عما يصدر منها، وراجعي الفتوى رقم: 37606.

وأما إذا كانت تعي ما تقول، فلاشك أنها قد أتت معاصي يجب عليها التوبة منها، لقول الحق سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب: 58}.

وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر.

وعليه، فالواجب عليك نصحها وإرشادها إلى الحق، لكن لابد من مراعاة الحرص على اتخاذ الألفاظ اللينة، والأسلوب الطيب معها، وذلك لمالها من حق البر والمصاحبة بالمعروف.

فإن قبلت ذلك منك فبها ونعمت، وإن كرهت ذلك منك، فلا يلزمك إلا الدعاء لها، ولا بأس أن تأمري غيرك بنصحها لعلها تقبل منه ما لا تقبل منك.

قال صاحب رد المحتار: إذا رأى منكراً من والديه يأمرهما مرة، فإن قبلا فبها، وإن كرها سكت عنهما، واشتغل بالدعاء والاستغفار لهما، فإن الله تعالى يكفيه ما أهمه من أمرهما. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني