الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوال العلماء في البسملة في الفاتحة وسائر السور

السؤال

يوجد أمر محيرني بشدة من فترة والمشكلة أني ما سألت أحدا عنه هذا الأمر وهذه أول مرة أسأل عنه هنا ...وهو لماذا تُحسب البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في بداية سورة الفاتحة كآية ؟ أي بعد بسم الله الرحمن الرحيم نجد رقم واحد رغم أنها بسملة وهذا الموضوع غير موجود إلا في سورة الفاتحة .وشكرا.ً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اتفق أهل العلم على كتابة البسملة في المصحف بداية كل سورة ماعدا سورة براءة، وقد اختلفوا في عدها آية من بداية كل سورة، أو هي آية من الفاتحة دون غيرها من السور، أو هي آية نزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة ولا من غيرها، أو ليست من القرآن أصلا؛ إلا ما في آية النمل: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{النمل:30}. وإنما يؤتى بها للتبرك باسم الله تعالى وهو أضعف الأقوال.

هذا؛ وقد قال ابن العربي المالكي: من قال إنها ليست بآية في أوائل السور لم يكفر لأنه موضع خلاف، ومن قال إنها ليست من القرآن كفر لوجودها في آية النمل، وعلى هذا؛ فمن أخذ بالعد المدني لا يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة ولا من غيرها، ومن أخذ بالعد الكوفي عدها آية من الفاتحة دون غيرها، ونجد الإشارة إلى هذا التفصيل في المصاحف المطبوعة برواية حفص عن عاصم فهي تعد البسملة آية من الفاتحة، وهذه المصاحف هي المنشرة في المشرق. أما المصاحف المكتوبة برواية قالون وورش عن نافع فإنها لا تعد البسملة آية من الفاتحة، ومصاحف قراءة نافع أكثر انتشار في بلاد المغرب. مع اتفاقهم على كتابتها في بداية كل سورة ـ كما أشرنا ـ ما عدا براءة، واتفاقهم على أن الفاتحة سبع آيات، فمن عد البسملة آية لم يعد: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.آية ، والذين لا يعدون البسملة آية يعدون: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، آية وبعدها: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ...

والحاصل أن الذي جعلهم يحسبون البسملة آية من بداية الفاتحة دون غيرها هو اتباعهم للعد الكوفي الذي طبعت عليه المصاحف التي بين أيدينا، وهو يوافق العد المكي في عدها آية من الفاتحة. وعدد الآيات القرآنية توقيفي يعتمد فيه على الرواية والأخذ من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين أقرأهم القرآن. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 36312.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني