الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تذكر الأرملة المتزوجة زوجها الراحل

السؤال

أرملة تزوجت مرة ثانية، لكنها لا تشعر بالسعادة مع زوجها، لأنها ما زالت تحب زوجها الأول أكثر وتفكر فيه باستمرار حتى أثناء معاشرة زوجها لها، كما أنها لا تستطيع أن تقوم بما يجب عليها أثناء المعاشرة، وتقول إن شيئًا ما في داخلها يمنعها من المتعة أو حتى الإثارة، وغالبًا ما ينهض متضايقًا منها، وهي أيضًا متضايقة من ذلك.
أسألكم بالله: هل هي آثمة على ذلك؟ وهل هناك شيء تفعله لتتخلص من هذا الكابوس كما تسميه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الإجابة عن تساؤل الأخت، لا بد من تذكير هذه الأخت بحق الزوج على زوجته، فقد ورد كثير من الأحاديث الصحيحة تحث المرأة على طاعة زوجها وترغبها في ذلك أعظم ترغيب. منها ما في الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. صححه السيوطي. ومنها ما في المسند وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه. قال الشوكاني: إسناده صالح.

ومنها ما في المسند أيضا من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. ورواه أيضا البخاري ومسلم. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب.

وإن من أوجب الحقوق المترتبة للزوج على زوجته مطاوعته في الفراش لورود الوعيد الشديد في المرأة الممتنعة عن ذلك، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.

أما بخصوص سؤالها هل هي آثمة على ما ذكرت في السؤال فنقول: أما حبها لزوجها الأول وعدم استطاعتها نسيانه، فلا تؤاخذ عليه؛ لأنه خارج عن إرادتها مادام مجرد أمر في القلب، غير أنها تؤاخذ على ما ينتج عن هذا التذكر من تقصير في حق الزوج.

ونوصي الأخت بأن تبذل الأسباب لتتخلص من هذا الحب والتفكير في زوجها الأول، ومن ذلك أن تعلم أن هذا التذكر لا ينفعها بل يضرها في دينها وفي دنياها، أما في دينها فلما فيه من تقصير في حق زوجها الذي أمرها بطاعته كما تقدم، وأما في دنياها، فإنها لا تستفيد من هذا التذكر سوى الهم والحزن والحسرات وتنغيص الحياة عليها وعلى زوجها، وأن تلجأ إلى الله تعالى وتدعوه أن يصرف عنها هذا (الكابوس) وأن يقبل بقلبها على زوجها.

نسأل الله أن يعافينا وإياها من كل مكروه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني