الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في الزواج من فتاة غير ملتزمة لهدايتها

السؤال

فضيلة المفتي أنا شاب مسلم أعيش في عائلة مسلمة والحمد لله يوجد لي عم في أوروبا وقد تزوج من امرأة أجنبية وهو أب لولدين وبنت تربوا تربية عربية أجنبية ولكن تستطيع القول أنهم لم يتربوا على التربية الإسلامية توجهت إلى أهلي وطلبت منهم الزواج بابنة عمي حيث إني أحبها وفي نفس الوقت أريد لها سلوك الطريق الصواب ألا وهو الدين القويم ففوجئت بالرفض وما زلت أحاول مع أهلي وجرت بعض المشاكل بيننا أريد فتوى في هذا الموضوع حيث لا أرى مانعا من زواجي بابنة عمي طالما أني أريد لنفسي ولها سلوك طريق الدين الإسلامي أريد المساعدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.

فهذه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، بالظفر بذات الدين، وهذه الفتاة التي تريد الزواج بها -كما ذكرت- تربت تربية أجنبية غير إسلامية، فزواجك بها مخالف لما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم فيه مخالفة لأهلك إن كان المقصود بهم الوالدان أو أحدها، وقد سبق لزوم طاعة الوالدين في عدم الزواج من امرأة بعينها، وراجع الفتوى رقم: 6563.

وما ذكرت من مصلحة من زواجك بها وهي دعوتها إلى الإسلام وإلتزام المنهج القويم مصلحة غير متيقن حصولها، وهي معارضة بمفاسد أخرى من مخالفة أمر الوالدين واحتمال تأثر الأبناء بها في سلوكها المخالف للدين.

وعليه؛ نرى أن تطيع أهلك في عدم الزواج بهذه الفتاة والبحث عن فتاة أخرى ذات دين وخلق.

سدد الله خطاك ووفقك لطاعته والظفر بذات الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني