الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإنكار القلبي لا يجزئ ما دام الشخص قادراً على أكثر منه

السؤال

مشكلتي يا شيخ أني أتضايق من كثرة العصاة في هذا الزمان ، فعندما تجد الشوارع مليئة بالسيارات في أوقات الصلاه والناس نيام عن صلاة الفجر، حتى أنه يوجد ناس يتبعون سنة الرسول في إطلاق اللحية وتقصير الثياب لكن لا يصلون الفجر، بصراحة يا شيخ أصبحت أسيء الظن من كل ما أراه من هذا التقصير في أبناء المسلمين ، لو تكرمتم أزيلوا عنا سوء الظن هذا ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيراً على غضبك لله وإنكارك بقلبك لتلك المنكرات، فقد قال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج: 32 } وقال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم . رواه الترمذي وحسنه . وقال صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم .

والذي ننصحك به أن لا تكتفي بمجرد الإنكار القلبي لهذا التفريط في حق الله ما دمت قادراً على أكثر منه . فابذل الوسع في نصح الغافلين والمقصرين في عبادة رب العالمين ، وابدأ بمن ولاك الله أمرهم من الزوجات والأبناء ثم قرابتك وجيرانك ومعارفك وغيرهم . وبلغهم دين الله بكافة الوسائل المتاحة ، بالكلام المباشر وبالشريط الإسلامي، بالرسائل والمطويات . وأظهر لهم الشفقة عليهم ، واعلم أنك في معركة مع الشيطان ، وأنه لا يكف عن إغوائهم وتزيين المعاصي لهم . وأما سوء الظن بالمسلمين فهو محرم ، ولدفعه عن نفسك أسباب منها معرفة تحريمه ، وانظر الفتوى رقم : 10077 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني