الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الربانيون ودورهم في علاقة المؤمن بالله

السؤال

من هم الربانيون و ماهو دورهم في علاقة المؤمن بالله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر العينى رحمه الله تعالى في عمدة القاري كلام أهل العلم في الربانيين من هم وما صفتهم وغايتهم فقال: قد فسر ابن عباس الرباني بأنه الحكيم الفقيه ووافقه ابن مسعود فيما رواه إبراهيم الحربي في غريبه عنه بإسناد صحيح والرباني منسوب إلى الرب وأصله الربي فزيدت فيه الألف والنون للتأكيد والمبالغة في النسبة..... وعن ابن الأعرابي لا يقال للعالم رباني حتى يكون عالما معلما . ويقال هو العالي الدرجة في العلم وقال الإسماعيلي الرباني منسوب إلى الرب كأنه الذي يقصد ما أمره الرب... وقال نفطويه: قال أحمد بن يحيى: إنما قيل للعلماء ربانيون لأنهم يربون العلم أي يقومون به . وفي كتاب الفقه عنه: إذا كان الرجل عالما عاملا معلما قيل له هذا رباني . فإن حرم خصلة منها لم يقل له رباني ...وقال الأزهري: هم أرباب العلم الذين يُعلِّمون ما يعلمون. وقال أبو عبيد: سمعت رجلا عالما بالكتب يقول الربانيون العلماء بالحلال والحرام.... ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره هذا حكاية البخاري عن قول بعضهم وهو من التربية أي الذي يربي الناس بجزئيات العلم قبل كلياته أو بفروعه قبل أصوله أو بمقدماته قبل مقاصده. انتهى.

وقال الشوكاني في فتح القدير: والرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون للمبالغة كما يقال لعظيم اللحية لحياني، ولعظيم الجمة جماني، ولغليظ الرقبة رقباني - قيل: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، فكأنه يقتدي بالرب سبحانه في تيسير الأمور وقال المبرد: الربانيون أرباب العلم ، واحدهم رباني، من قوله ربه يربه: إذا دبره وأصلحه، والياء للنسب، فمعنى الرباني : العالم بدين الرب القوي المتمسك بطاعة الله.

فهؤلاء هم الربانيون ودورهم في علاقة المؤمن بالله سبحانه وتعالى هو الهداية والإرشاد والنصح والتعليم والتوجيه بالحكمة والصبر كما ذكر أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 18859.

والله أعلم


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني