الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التذكير بآيات الله في المواقع السيئة

السؤال

أولا: جزاكم الله عنا كل خير، سؤالي هو أني دخلت إلى ما يعرف بغرف دردشة عربية ببلد مسلم ووجدت الشباب يكتبون ألفاظ بذيئة فذكرتهم بقول الله تعالي (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتديد) فإذا بأحدهم يخبرني بأنه يطلب مني عدم كتابه آية قرآنية بوجود ألفاظ قبيحة بالدردشة ولكني أخبرته أن تذكيري لهم بالقرآن سوف يصحح ألفاظهم ويمنعهم من الخوض في القول السيئ

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في وجوب تعظيم حرمات الله تعالى، فقد قال جل من قائل: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج:30}. ومن تعظيم حرمات الله تعظيم كتابه، والنأي به عن الأماكن التي لا تليق به.

ومع ذلك فقد دلت النصوص على إباحة إرسال الآية واللفظ الذي يشتمل على اسم الله إلى الكفار. فقد كتب سليمان عليه السلام في رسالته لسبأ: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {النمل:30}

وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك الروم: يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم. وقال الشيخ خليل بن إسحاق -رحمه الله تعالى-: واحتجاج عليهم بقرآن وبعث كتاب فيه كالآية...

وإذا جاز هذا في حق الكفار، فهو أحرى بأن يجوز فيما يكتب للمسلمين.

وعليه، فلا حرج عليك –إن شاء الله- فيما كتبته من قول الله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق:18}، في الموقع المذكور، تذكيرا لأصحاب الموقع وموعظة لهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني