الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كيف تنفي الشرك عن كل أنواع التوحيد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإنه يلزمك لنفي الشرك عن كل أنواع التوحيد أمور:‏
أولاً: على من يريد ذلك أن يعرف حقيقة الشرك وماهيته معرفة صحيحة، وأن يعرف ‏أنواع الشرك سواء كانت ظاهرة أم خفية، وسواء كان الشرك أصغر أو أكبر. إذ أن ‏من لم يعرف الشرك لا يمكنه تحقيق التوحيد، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ‏لا يعرف الإسلام من لا يعرف الجاهلية.‏
ثانياً: سلوك طريق التفقه في الدين والحرص على إخلاص الدينونة والتعبد لله رب ‏العالمين، مع مقابلة كل خصلة شركية بما يقضي عليها من توحيد وإيمان، فمثلاً: ‏القضاء على الرياء بالإخلاص والتجرد لله وإخفاء العمل الصالح قدر الإمكان. وفساد ‏النية بإصلاحها. إضافة إلى دراسة العقيدة الإسلامية الصحيحة دراسة شاملة -لمن ‏استطاع ذلك- مع الحرص على إصلاح أعمال القلب، إضافة إلى أقوال وأعمال ‏الجوارح.‏
ومما يعين على ذلك قراءة الكتب التي تعنى بتهذيب السلوك كمدارج السالكين لابن ‏القيم، ومختصر منهاج القاصدين لابن قدامة، وغيرها.
ثالثاً: معاداة الشرك وأهله، والبراءة من المشركين وعدم مخالطتهم ومشاركتهم فيما ‏يقعون فيه من مخالفات، فمثلاً: يجب على من يريد تحقيق التوحيد أن يجتنب مشاركة ‏غلاة الصوفية فيما يقعون فيه من شرك وغلو في الصالحين…إلخ. ولا يقتصر الأمر ‏على ما ذكرنا بل لا بد من مجانبة المشركين على اختلاف أنواعهم وطرائقهم.‏
رابعاً: موالاة الموحدين ومشاركتهم ومجالستهم ومظاهرتهم ومعاونتهم على المشركين، ‏وبقدر محبة المرء للمؤمنين وبغضه للكافرين يعرف صدقه من كذبه، مصداقاً لقوله ‏صلى الله عليه وسلم: " من أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد ‏استكمل الإيمان" رواه أبو داود.‏
خامساً: الحذر الدائم من الوقوع في الشرك مع الإكثار من الدعاء، كما كان يفعل ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وفي مسند الإمام أحمد والطبراني: أن ‏النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيها الناس اتقوا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل"، ‏قالوا وكيف نتقيه يا رسول الله؟ قال: قولوا "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ‏نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني في ‏الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي ووثقه ابن حبان.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني