الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما الفرق بين المس واللمس كما جاء في القرآن الكريم (لا يمسه إلا المطهرون)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن اللمس والمس معناهما متقارب وقد يعبر بأحدهما عن الآخر، والفرق بينهما دقيق كما بينه الراغب الأصفهاني في المفردات فقال: اللمس: إدراك بظاهر البشرة كالمس ويعبر به عن الطلب، والمس يقال فيما يكون معه إدراك بحاسة اللمس.

ومن أمثلة التعبير باللمس عن الطلب قول الشاعر:

ألام على تبكيه * وألمسه فلا أجده

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: التمس ولو خاتماً من حديد. وقوله تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا {الجن:8}، ويكنى به وبالملامسة عن الجماع كما في قوله تعالى: أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء {النساء:43}، وقرئ أو لمستم، وحمل على المس وعلى الجماع، وقال ابن منظور في اللسان: يقال مسست الشيء أمسه إذا لمسته بيدك. وبذلك تعلم معنى قوله تعالى لا يمسه إلا المطهرون من حيث اللغة، وقد اختلف أهل العلم في معنى (لا يمسه) هل هو حقيقة في المس بالجارحة أو المعنى؟ وكذلك اختلفوا في (المطهرون) من هم؟ وبإمكانك أن تعرف ما يترتب على ذلك من أحكام فقهية في الفتوى رقم: 14507 وما أحيل عليه فيها.

والمس يكنى به عن الجماع ومقدماته وعلى هذا حمل قوله تعالى: وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ {البقرة:237}، كما يكنى به عن الجنون وعن كل ما ينال الإنسان من الأذى، كما في قوله تعالى: يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ {البقرة:275}، وقوله تعالى: وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ {البقرة:80}، وقوله تعالى: مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء {البقرة:214}، مسني الضر. اهـ باختصار من مفردات القرآن للأصفهاني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني