الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترديد الآية جماعة بغرض حفظها

السؤال

سؤال من طرف إدارة مسجد أهل السنة بمدينة كارلسروه الألمانية
لدينا في المسجد حصة أسبوعية نحفظ فيها صفحة من كتاب الله على الطريقة التالية:
يبدأ الإمام بخطبة الحاجة، ثم يقرأ علينا أحد الإخوة تفسير الصفحة من كتاب تفسير السعدي للشيخ السعدي رحمه الله، ثم يبدأ أحد الإخوة المتقنين لأحكام التجويد بقراءة الآية الأولى فرديًا، ثم نقرأ الآية كلنا جماعة خمس مرات، ونفس الشيء إلى أن نكمل نصف الصفحة، ثم نعيد النصف خمس مرات، ونفس الطريقة بالنسبة للنصف الآخر، وأخيرًا نعيد الصفحة بكاملها خمس مرات، وفي النهاية نكون قد حفظنا الصفحة بكاملها إن شاء الله.
وللإشارة: فإننا بدأنا بهذه الطريقة منذ سنة، ولله الحمد نراها جيدة إن شاء الله.
فما حكم هذه الطريقة في الشرع؟ وهل قراءة الآية جماعة للحفظ بدعة؟
أفيدونا أفادكم الله..
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في أن العمل الذي تقومون به من تعلم القرآن وتعليمه ومدارسته تفسيرًا وحفظاً وتجويدًا يعتبر من أفضل الأعمال وأكثرها أجرًا وذخرًا عند الله تعالى، نسأله سبحانه وتعالى أن يبارك في جهدكم ويعينكم على تعلم كتابه وتعليمه، والتفقه في دينه، وأن يتقبل منكم صالح الأعمال، فقد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم، فهذا الحديث يدل على استحباب الاجتماع في بيوت الله، لتلاوة القرآن، لأن ذلك سبب في نزول الطمأنينة، وهبوط الرحمة، وحضور الملائكة، ورضى الله عن المجتمعين وذكرهم في السماء بعملهم المبارك.

وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم لا يتجاوزن الآية حتى يتعلموا جميع ما فيها من الأحكام، ويعملوا به.

أما القراءة على الطريقة المذكورة، فهي صورة من صور القراءة الجماعية، وهي حسنة عند أكثر أهل العلم. وقد أوضحنا كلامهم بتفصيل في الفتوى: 27933.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني