الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استمرار العلاقة مع المنحرفين بدون إنكار

السؤال

تزوجت أختي من شاب أمريكي بعد أن ذهبا إلى أحد المراكز الإسلامية وأشهر إسلامه؟ هو شاب على خلق ولكني لم أطمئن لإسلامه إلا أن الأهل وكل من حولي أكدوا أن نيته بينه وبين الله وأنا بالظاهر؟ حتى ولم يكن يعرف كيف يتطهر أو يتوضأ أو يصلي أو أي شيء عن الإسلام؟ ولا أمل فيها لتعليمه لأن فاقد الشيء لا يعطيه؟ لم تركع لله (تكاسلا)منذ سنوات؟
اشترى كلبا في شقتهم غرفة وصالة؟؟ ذهبا إلى حفل تعميد ابن أخيه في الكنيسة؟ لا تقيم أي فرض من الفروض؟ بعد فترة عرضت عليه أن أعرفهم على أحد الدعاة الأمريكيين المشهور بأسلوبه المحبب إلى ذوي هذه الثقافة وإذا لم يرتح إلى هذا اللقاء فلا يكرره؟ فرفضا رفضا باتا؟ بحجة أنهم غير جاهزين؟ وقد اعترفت مرتين أنه قد أشهر إسلامه فقط من أجل الزواج والمظهر الاجتماعي؟هنا حاولت أن أقنع والدي وإخوتي بمقاطعتها كنوع من الضعط النفسي وهو آخر أمل حيث إني أظن والله أعلم أنها بذلك قد ارتدت عن الإسلام ويجب أن تستتاب أو تقطع رحمها؟ فكان هذا الرد..
إنها بالنسبة للصلاة فهي ليست كافره لأن بعض شيوخ اليوم لم يكفروها لأنها متكاسلة عنها وليس جحودا بها(منقطعة عن الصلاة منذ سنوات ولا تعلم حتى اتجاه القبلة في بيتها والسجادة التي تملكها معلقه على الحائط للزينة؟ أرسلت والدتي إلى بيتها عده أيام فلم تفلح في دعوتها للصلاة؟)أختي قالت إنه يجب عدم قطعها تماما حتى إذا أرادت الرجوع وتعللت بأن أفتيت فتاة مغربية في فرنسا بأن زواحها صحيح وأنها يجب أن تهدي زوجها وأن تظل وراءه حتى يسلم تماما؟؟؟؟؟؟؟
إذا لم نقاطعها فما هو الفرق الذي سيغير حياتها مهما فعلت؟ الجميع أمام الأمر الواقع ولا رد فعل سوى محاولات دفعها للصلاة وأن يفتحا قلبهم لأحد ليعلمهم الدين ولهم الخيار بعد ذلك في الرفض أو القبول؟ فقط تعرف علي الشيء حتى تحكم عليه؟
أظن أن استمرار العلاقة بينها وبين أسرتها وأصدقائها بحجة حلم العودة إلى الإسلام (شرطها ألا يتكلم معها احد في هذا الموضوع تماما) هو تشجيع على الردة وصاحبه آثم والله أعلم؟
ما حكم من يحضر ويقم بالتصوير ويقدم التهاني في حفل تعميد طفل بالكنيسة ؟؟؟
ما حكم أكل أمي لطعامها عندما زارتها أو إذا أهدت لنا طعاما بعد أن جهرت مرتين بان إشهار الإسلام فقط حتى يتم زواج إسلامي وليس من قبيل الدخول في الإسلام حبا أو اقتناعا؟؟؟
أرجوا التوسع في الرد حيث إن هذا هو حال الكثير من المسلمين بسبب اختصار الرد على الفتوى.
وجزاكم ا‏لله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأولا نقول للسائل: إن الأصل أن من أشهر إسلامه ولم يظهر منه ما يناقض ذلك يحكم بإسلامه.

وعليه، فالحكم على ذلك الرجل الذي أشهر إسلامه بالكفر لا يمكن لمجرد أنه لا يعرف كيف يتطهر أو كيف يصلي، ولا شراؤه كلبا أو ذهابه لحفل تعميد في الكنيسة أو نحو ذلك، ولا بإقرار غيره أيضا عليه أنه لم يقتنع بالإسلام .

أما أخت السائل فالذي يظهر من حالها هوأنها بلغت أقصى حد في الفسق؛ إن لم نقل بكفرها.

وعليه، فيجب أن تؤمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فيبين لها حكم تارك الصلاة وحكم الذهاب إلى الكنائس والتعميد المذكور، وأن الأدلة الصريحة الصحيحة تدل على كفر تارك الصلاة تكاسلا، فإن لم تستجب فيجب على أمها وأختها وكذا غيرهم من المسلمين مقاطعتها إن كان في ذلك مصلحة كارتداعها بذلك عن ممارستها، ولا شك أن استمرار العلاقة بينها وبين أسرتها مع إصرارها على ما هي عليه -وكأنها لم تقم بما تقوم به من المنكرات- هو من باب السكوت على المنكر، فلا بد على الأقل من الإنكار عليها وإظهار عدم الرضا بما هي فيه.

وتراجع الفتوى رقم: 8327، في حكم الذهاب إلى الكنائس ومشاركة الكفار في احتفالاتهم والفتوى رقم: 66880، عن حكم الزواج بمن نطق بالشهادتين غير مقتنع بهما، والفتوى رقم: 10280، عن حكم الزواج من كافر نطق بالشهادتين دون أن يعمل، كما نرجو أيضا مراجعة الفتوى رقم: 24833، عن حكم هجر الفاسق، والفتوى رقم: 11768، عن حكم صلة القريب الكافر، ولا حرج في الأكل من طعام تلك البنت أو قبول الهدية منها ما لم تعلم أن طعامها أو هديتها التي قدمتها من حرام حتى على القول بأنها كافرة، وتراجع الفتوى رقم: 14656، والفتوى رقم: 18995.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني