الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من غناء المرأة وامتهانها الطرب

السؤال

ما حكم عمل المرأة كمطربة يراها ويسمع غناءها الرجال والنساء وهي بدون حجاب؟ وما حكم غنائها بالحجاب؟ وما حكم تنزيل أغان لها ـ صوتا بدون صورة ـ على النت؟ وكيف تتوب المرأة التي ظلت تعمل بالغناء مدة طويلة؟ وما حكم الأموال التي ربحتها؟ وهل يجب عليها أن تسحب أغانيها وصورها؟ وما الحكم إذا تعذر ذلك لانتشار الصور والأغاني في كل مكان؟ وما نصيحتكم لكل امرأة تريد أن تمتهن مهنة الغناء؛ لأنها تحلم بالشهرة والمال وحب الجماهير؟!.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فترك الحجاب ـ ولو لم يصحبه غناء ذنب عظيم ـ، فكيف إذا صحبه الغناء بحيث يسمع الرجال الصوت ويرون الوجه، وراجع الفتويين التاليتين أرقامهما: 27238، 26387.
وقد بينا بالفتوى رقم: 189271، تحريم غناء المرأة بحيث يسمعها الرجال الأجانب، فلا يجوز ذلك، ولا يجوز للرجل تنزيل مثل هذه الأغاني التي فيها غناء امرأة، ولو خلت من موسيقى، وانظر الفتوى رقم: 208630.
وقد بينا بالفتويين التاليتين أرقامهما: 49576، 25616، ماذا يصنع المغني بماله إذا تاب من الغناء؟.
ومن تمام التوبة بذل الجهد في إزالة آثار المعاصي، من صور، وأغان، ونحوها، فإذا بذل الجهد في إصلاح ما كان سبباً في إفساده وصدق في توبته، وندم على ما كان منه، فقد أدى ما عليه ولن يضره بعد ذلك ـ إن شاء الله ـ ما لم يستطعه، ولو لم يستجب له من نصحهم، أو بقيت آثار ما عمل، وانظر الفتوى رقم: 151889.
ونصيحتنا لمن تريد امتهان الغناء للشهرة والمال ونحوه، أن تتذكر موقفها بين يدي الله، وأن تستحيي من الله أن يراها على هذه الحال التي يبغضها، ونذكرها أن الشرف الحقيقي، والكرامة ليست في حب الجماهير، ولكنها التقوى، وأي فضيلة تحصل لها إذا كانت مرموقة عند الجماهير، وقد قيل لها في السماء: إن الله يبغض فلانة فأبغضوها، فيبغضها أهل السماء، ويوضع لها البغضاء في الأرض، ونذكرها بأن تشكر نعمة ربها عليها بجمال الصوت، فتصرفه إلى تلاوة القرآن، ونحوه.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 133829.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني