الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجوكم أفتوني، في أحد الأيام كنت أشاهد مسلسلا هنديا كنت أظن أنهم مسلمون؛ لأنهم في بعض أحاديثهم تكلموا عن الصيام، ولكن فجأة رأيت أن لديهم بعض طقوس الكفر في أحد المشاهد، ولم أرها بالكامل، غيرت القناة، ووقفت عن المشاهدة، وأعلم بأن هذا كفر، قلت في نفسي إنهم كفار وانتهى، أعرضت عن الموضوع، بعدها بيوم في الصباح أتت الخواطر وحديث نفس بأنني أشك في كفرهم ولم أكفرهم، وقلت في نفسي إنهم كفار وانتهى، فجأة في المساء أصبحت تأتي أفكار وحديث نفس من جديد لا أستطيع ان أوقف نفسي عن التفكير فيها ومناقشة الوسوسة يوما كاملا، ولا أشك في كفرهم ولا أجحد كفرهم، ولم أفعل شيئا يكفر بقصد، أعرضت عن الموضوع لأنه وسوسة وحالة ليست طبيعية، أعلم بأن ما رأيته كفر وشرك، كل ما حدث كان حديث نفس ووسوسة، في نهاية اليوم أتت أفكار بأنني كفرت؛ لأن من لم يكفر الكافر فقد كفر، أشعر بأنني فعلت شيئا خطئا؛ لأني أعرضت عن الأفكار، أنا صحيح لم أكن ثابتة وحازمة في كفرهم، عندما أتت الأفكار في المساء أعرضت عنها، ولكن أنا يا شيخ لا أقصد أنهم ليسوا كفارا فقط أقصد بها عدم مناقشة الأفكار، ولأنها وسوسة وتعبت، وما ذنبي بكل هذه الوسوسة؟ وأنا لا أريد الكفر، ومغلوب علي في مناقشة الوسوسة وحديث النفس، تارة تأتي وسوسة بأنهم يمكن أن يكونوا مسلمين، ولكن لديهم بعض معتقدات الكفار، وتارة أخرى بأنهم كفار، وأنا ما علاقتي بهذه الأفكار المزعجة طول اليوم، وأتت أفكار أيضا على القائمين على المسلسل قلت في نفسي الله أعلم إذا كانوا كفارا أم لا؟ بعدها تذكرت في فتوى أن الهند تعتبر بلاد كفر، ويوجد القليل من المسلمين، فقلت إنهم كفار وانتهي لِم أشك أو أجحد كفرهم، وحدثت أكثر من مرة كل ما أجد شخصا أجنبيا أو غيره على شاشة التلفاز تأتي أفكار بأن أكفرهم، وإذا لِم أكفرهم أكفر، وأحيانا أشخاص أشك بعدها أنهم مسلمون، ولا أعرف إذا كانوا مسلمين أو لا، أعلم أن كل من لا ينتسب إلي الإسلام كافر، هل يعتبر كل ما حدث كفر وحبطت أعمالي في هذه الحالة؟.
وماذا أفعل في هذه المسالة؟ هل واجبي فقط أن أعتقد كفر من ليس مسلما وانتهى، أصبحت خائفة من هذا؟! هل صحيح من كفر مسلما يكفر؟ وأنا لم أكفر مسلما قصدا؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهوني على نفسك أيتها السائلة، واعلمي أنك باقية على إسلامك طالما كنت تعتقدين كفر من ليس بمسلم.
وأما هذه الوساوس فلا تهتمي بها، واعلمي أنك لا تؤاخذين بها طالما لم تستقر في قلبك ولم ينعقد عليها، بل إن نفس كراهيتك لها دليل إيمان. وانظري الفتويين التالية أرقامهما: 252070، 135518، وما أحيل عليه فيهما.
وقد أحسنت في إعراضك عن تلك الوساوس، فهذا من أهم الأمور المعينة على التخلص منها، وراجعي لمزيد الفائدة عن الوسائل المعينة على ذلك الفتويين التالية أرقامهما: 51601، 184323، وإحالاتها، كما يمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات بموقعنا.
ولمزيد الفائدة عن قاعدة: (من لم يكفر الكافر فهو كافر) راجعي الفتوى رقم: 98395.
وراجعي بشأن من كفر مسلما الفتويين التاليتين أرقامهما: 151555، 52765

وانظري بشأن مشاهدة المسلسلات الفتاوى التالية أرقامها: 176943، 51077، 111915، وإحالاتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني