الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستفادة من العلوم التي كان شرط جهة تعليمها حلق اللحية

السؤال

في فترة شبابي، كنتُ أدرس اللغة الفرنسية في أحد المعاهد العسكرية، وكان من شرط الالتحاق بهذا المعهد أن يكون الطالب حليق اللحية.
وبما أنني كنتُ حليق اللحية، تمكنتُ من الالتحاق بهذا المعهد، وأخذتُ دورات اللغة الفرنسية كلها. والآن يراودني خاطر بأن دراستي للغة الفرنسية حرام، ومن ثم لا يحل لي العمل بما تعلمته منها؛ لأن تعلمي إياها جاء استنادًا إلى شرط محرم، وهو حلق اللحية، فلو كنت ملتحيًا آنذاك ما كان بإمكاني أن أتعلم اللغة الفرنسية.
وسؤالي هو: هل يحل لي العمل باللغة الفرنسية التي تعلمتها من المعهد العسكري. أم إنه لا يجوز لي الاستفادة باللغة الفرنسية؛ لأن إتقاني لها جاء مبنيًا على شرط باطل وهو حلق اللحية، وبالتالي ما بُني على باطل هو باطل.
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشرح لك صدرك، وأن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك.

وأما ما سألت عنه، فجوابه أن العمل بهذه اللغة لا حرج عليك فيه. وأما الذنب فهو في حلق اللحية، وليس في التعلم ذاته، ولا في ما يترتب عليه من عمل. فاستغفر الله تعالى من هذا الذنب، ولا تبالغ في الأمر ولا تتعمق، فإن ذلك يوقعك في شراك الشك والوسوسة، فتكون فريسة للشيطان، يلبِّس عليك دينك، ويصرفك عما ينفعك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون". قالها ثلاثا. رواه مسلم.

قال النووي: أي المتعمقون الغالون، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني