الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس طلاق الكناية

السؤال

أنا شاب قد تم عقد قراني منذ بضعة شهور، وكنت قد قرأت عن طلاق الكناية، وحينها بدأت موجات من الخوف، والهلع في كل شيء أقوله، وخاصة في وقت غضبي، ولكني أخشى أن يكون هذا الوسواس هو حجة لتصرفاتي.
ولذلك أريد من حضرتكم، أن تفتوني في الحالتين الآتيتين لو سمحتم:
-كانت زوجتي قد طلبت مني الذهاب إلى منزل والديها؛ لأنها تضجرت من الذهاب إلى منزل عائلتي، وبدأت تستفزني ببعض الأفعال، إلى أن غضبت، وقلت لها "تحضري لأوصلك إلى منزل أهلك" جراء أفعالها. وبعدها بدأت أفكر: هل قلتها، لأنها تفعل هذه التصرفات، أم كانت نيتي طردها؛ لأنها تتصرف عندنا هكذا. وأخاف أيضا إذا كانت نيتي ما هو معروف بالكناية. أي أصبحت مشوشا نتيجة عصبيتي حينها. ولكن بعد أن قلت هذه العبارة، تذكرت أنها يمكن أن تسبب ما هو معروف بطلاق الكناية.
أما القصة الثانية، وهي نفس الشيء، كنت غاضبا من بعض أفعالها، وبدأت تستفزني، وقالت إنها طالما كانت تنام عند بيت جدتها، فقلت لها: "فلتفعلي" وهنا من عصبيتي، بدأت أفكر: هل كان قصدي أن تبقى عندهم، ردا على جوابها؛ لأنها أبدت سرورها عندهم، وعدم سرورها عندنا، وكانت بمثابة طرد، أم أبدي لها عدم سروري أيضا بالترحيب بها، ما دامت تسعد عندهم. ولكن بعد أن قلت هذه العبارة أيضا، تذكرت أنها يمكن أن تسبب ما هو معروف بطلاق الكناية.
الفكرة هي أنني قرأت أن عبارة" اذهبي إلى منزل أهلك " قد تتسبب في وقوع الطلاق مع النية، ولكن إذا قلتها جراء عصبيتي، وانزعاجي، وبعد قولها قلت: هل يمكن أن يسبب ما قلته الطلاق.
فهل هذا يؤدي لشيء؟! وأخاف من أن أكون مدركا لما أقوله، وبعدها أقول هل هذا ما هو بالكناية؟!
سمعت أيضا أنه توجد بعض العبارات لا تسبب ما يسمى بطلاق الكناية. فالعبارتان اللتان قلتهما هل توجد فيهما مشكلة إذا كان فيهما قصد؟
وأخيرا لا توجد حياة تخلو من المشاكل بين زوجين. وإذا بقيت أربط كل شيء بموضوع الطلاق، فمعناها سأبقى طيلة عمري أظن أن علاقتي غير شرعية.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأنت مبتلى بالوسوسة، فعليك أن تعرض عن الوساوس، وألا تلتفت إليها، وألا تعيرها اهتماما، ولا يقع الطلاق بشيء مما ذكرته، فعليك أن تطرد عن نفسك الوساوس، وتعيش حياتك بصورة عادية، ولا تفكر في موضوع الطلاق مهما ألقى الشيطان في قلبك أنك ربما أردت بلفظ كذا: الطلاق.

فإن كل هذا من وساوس الشيطان، التي يريد أن ينغص بها حياتك، ويوقعك في العنت والمشقة، ولا يقع طلاق الكناية إلا إن تلفظت بلفظ يحتمل الطلاق، بنية إيقاع الطلاق نية جازمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني