الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من وساوس الكفر

السؤال

أرجو أن تجيبوني في أسرع وقت، فحالتي النفسية سيئة جدًّا.
قبل حوالي 5 أشهر بدأت بالالتزام، وكانت أجمل أيام حياتي، ذقت فيها حلاوة الإيمان، وبعد 3 أشهر بدأت أوسوس بوساوس الكفر، ولا أدري فهنالك الكثير من المواقف التي حصلت معي، وأشك أنها كفر، ولكنني سأطرح بعضها:
أمي في كثير من الأحيان ترمي الأوراق دون أن تنتبه، فيكون هنالك جرائد وأوراق عليها آيات قرآنية، فذات مرة كنت أفتش ووجدت ورقة من مكتوب عرس كتب عليها: "حاج" فهم يكتبون في خطابات العرس "الحاج فلان -مثلًا- والد العريس"، فتركتها، ولكنني سرعان ما أخذتها وأخرجتها مرة أخرى؛ لأنني خفت أن لها علاقة بالدين لأجل كلمة: "حاج". فهل هذا كفر لأنني تركتها أول مرة؟
كان على السرير ملابس مغسولة، فأردت الجلوس وكانت الملابس ورائي، وعندما أردت الجلوس جاءتني فكرة "قد يكون هنالك من ضمن الملابس اللباس الشرعي" فتجاهلتها وجلست، وحينما نظرت إلى الخلف وجدت أنني جلست عليه! فندمت. فهل تجاهلي للفكرة وجلوسي يعتبر استهزاء بالدين وكفر؟
وأيضًا: بعد ما انتهيت من الصلاة خلعت الجلباب، ولكنني خلعته من الأسفل (أي: من عند قدمي) فأتتني فكرة "إن هذا إهانة" وتجاهلتها وأكملت، فهل عليّ شيء لأنني تجاهلتها؟
وهنالك العديد من المواقف، فإذا كانت هذه المواقف ليست كفرًا، أخشى أن تكون المواقف الأخرى التي لم أكتبها كفرًا! ماذا أفعل؟
فأنا أكثر ما يحزنني أن هذا حصل بعد الالتزام، بعد ما ذقت حلاوة الإيمان، أصبحت أفعل الطاعات بدون طمأنينة، وخائفة جدًّا أن أموت على غير الحق! وأرى أناسًا التزموا وبقوا على التزامهم حتى الموت، أما أنا فقط ما زلت في العشرين من عمري، ولا أدري هل وقعت في الردة أم لا؟
انصحوني -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل هذه المواقف التي ذكرتها ليس فيها إثم، فضلًا عن أن تصل للكفر، وما تعانينه إنما هو محض وسوسة، ولا نشك في أن ما لم تحكيه من المواقف هو كذلك مجرد وسوسة.

والذي ننصحك به هو: أن تعرضي عن هذه الوساوس، وألا تلتفتي إليها، وألا تعيريها اهتمامًا؛ فإن الاسترسال مع الوساوس -خاصة في هذا الباب- يفضي إلى شر عظيم، فعليك بمجاهدة نفسك على طرح هذه الوساوس وتجاهلها، وكلما ألقى الشيطان في قلبك شيئًا من ذلك فتعوذي بالله منه، وامضي في عبادتك، ولا تفكري في هذه الأوهام، وأنت على خير -إن شاء الله- ما دمت تجاهدين هذه الوساوس، وتسعين في التخلص منها، وانظري الفتوى رقم: 147101.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني