الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من ردد أغنية فيها كلام كفر

السؤال

أريد أن أعرف كيف أحقق شرط التوبة إن وقعت في الكفر، وأريد أن أعرف مثلا إن بدأ أحد الأشخاص يغني أغنية فيها كلمات كفر، وعندما وصل تلك الكلمات قال لي: أكمل، فقد نسيت، وأكملت خجلا منه، ولا أعلم كيف أشرح له أن هذا الكلام كفر، حيث مثلا ربما سمعت أنه كلام كفر، أو غلب على ظني أنه كلام كفر.
فهل من فعل هذا كفر؟ ثم إن أراد التوبة يجد الأمر صعبا عليه في تحقيق شرط الندم، حيث يقول إنه لم يكن يستطيع أن يبقى ساكتا عندما قال له أكمل، ولا يعلم كيف يجيبه، حيث إنه أراد تحقيق شرط الندم، وقال ندمت حيث لم أبق ساكتا، فهو متأكد أنه لن يستطيع البقاء ساكتا؛ لأنه يخجل، لكن لو قال ما قال لشخص لا يستحيي منه، فلن يصعب عليه أن يحقق شرط الندم؛ لأنه يستطيع أن يبقى صامتا دون خجل، ودون تبرير سبب صمته، أما من يخجل منه، فلا يعلم ماذا يقول له تبريرا لسكوته، أما إن قال ندمت حيث لم أقل له كذا وكذا، فهو لم يخطر بباله أن يقول ذلك إلا بعد أن بحث، أو بعد أن مرت تلك الحادثة، أما أثناء الحدث فلم يخطر بباله أن يقول ذلك، ولكنه يشعر بضيق شديد وحزن وكآبة، وخوف، ويبكي كثيرا بسبب أنه يخاف أن لا يحقق شرط الندم. وبعد أن عرف كيف يرد، فلو تكرر عليه الحدث لعرف كيف يرد، لكن مشكلته هي أثناء الحدث، عندما لم يستطع الصمت، ولم يعلم كيف يبرر صمته.
أرجو الجواب بالتفصيل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن الواضح أنك مصابة بالوسوسة في هذا الباب، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس، ومن الاسترسال معها، ولا تحكمي على نفسك بأنك ارتكبت عملا كفريا، إلا إذا حصل لك بذلك يقين جازم، وبدون هذا اليقين الجازم، فالأصل أنك على الإسلام، والحمد لله. وحكاية الكفر ليست كفرا، فمجرد ذكر كلمة الأغنية المذكورة، على تقدير كونها كفرا، لا يعد كفرا، ولكنك تكونين آثمة إذا لم تنهي عن المنكر، وتبيني لهذا الشخص حرمة التلفظ بهذه الكلمات، وأنها منافية للشرع الشريف.

وتحقيق التوبة يكون بالإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله، وإذا تحققت من كونك فعلت كفرا، فالتوبة منه تكون بالنطق بالشهادتين، ولكن دون التحقق من حصول الكفر، فلا يجب عليك شيء، واعلمي أن الحياء من الله تعالى، يجب أن يكون مقدما على الحياء من كل أحد، فاستحيي من الله سبحانه، ولا تخجلي من إنكار المنكر، وتبيين الشرع الشريف بالأسلوب الذي يقبله المخاطب، ولا ينفر منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني