الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعلام الجديد.. ثورة وثروة

  • الكاتب:
  • التصنيف:الإعلام

الإعلام الجديد.. ثورة وثروة

الإعلام الجديد.. ثورة وثروة

منذ أن بدأت وسائل الإعلام الجديدة ـ متمثلة بالفيس بوك، وتويتر، واليوتيوب ـ تفرض نفسها على واقع حياة الناس، وهي محل جدل، بين كونها إعلاما جديدا أو شبكات اجتماعية.

وبغض النظر عن مدى صحة كلا المصطلحين، وبغض النظر عن الجدل الدائر بين هذا الفريق أو ذاك، يمكن القول إن ما يسمى بالإعلام الجديد أو الشبكات الاجتماعية شكلت ثورة في حياة الناس، ساعدت ـ وما زالت تساعد ـ وسائل الإعلام التقليدية في نقل الوقائع، وفي بعض الأحيان نقل الحقائق بعيدا عن أعين الرقيب الحكومي الذي ما زال يرهق كاهل السلطة الرابعة في العديد من البلدان العربية.

أقل ما يقال عن هذا الإعلام الجديد أو الشبكات الاجتماعية أنه مثل ثورة حقيقية غيرت حياة الناس، ومثلت علامة فارقة في حياة العديد منهم، حتى يخيل للمرء وهو يتصفح «تويتر» على سبيل المثال، أن العالم بملياراته يتحاور ويتحادث، كل مع فريقه الذي شكله، وفي موضوعه الذي يختار.

الإعلام الجديد والثورات
وهنا لا بد أن نعرج على أهمية هذه المواقع الجديدة ودورها في الثورات العربية، بل إن البعض يذهب بعيدا في رأيه عندما يقول: إن هذه الثورات ما كانت لتنجح لولا وجود مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ما زالت تلعب دورا هاما في نقل وقائع ما يجري هنا أو هناك.

كلنا يتذكر الثورة المصرية ومن قبلها الثورة التونسية والثورة السورية، وكيف لعبت وسائل الاتصال الاجتماعية هذه دورا في نقل الوقائع وكشف حقيقة ما يجري.

بل إن تلك الوسائل باتت تمثل اليوم معينا خبريا لوسائل الإعلام، خاصة عندما يتعلق الأمر بأنظمة ما زالت تمنع دخول وسائل الإعلام إلى أراضيها لنقل وقائع ما يجري فيها.

هناك اليوم ثورة أخرى تجري في عالم الإعلام، ثورة تتمثل في حجم الاستخدام الهائل لوسائل الاتصال الاجتماعية الجديدة، حتى صار بالإمكان أن يصلك خبر ما يجري في هذا المكان أو ذاك من العالم قبل أن تنقله لك وكالات الأنباء، وغالبا ما يكون هذا الخبر حقيقيا صادقا، وطبعا هناك هامش من الخطأ وآخر من الخدعة التي قد يمارسها البعض.

أمام وسائل الإعلام التقليدية اليوم مهمة عاجلة لا تحتمل التأجيل، وهي كيفية الاستفادة من هذه الشبكات في تدعيم محتواها الخبري، ولعل نجاح بعض تلك الوسائل الإعلامية التقليدية في ردم الفجوة بينها وبين شبكات التواصل الاجتماعي الجديدة، مثل قصة نجاح أخرى تستحق الدراسة.

وعندما نقول إن وسائل الاتصال الحديثة ممثلة بشبكات التواصل الاجتماعي ثروة، فإننا لا بد أن نشير هنا إلى تلك السيدة الأميركية التي تحقق ما يقارب الخمسة ملايين دولار شهريا من خلال بث مقاطع فيديو يومية على قناتها الخاصة في يوتيوب. وذلك عن طريق بث مقاطع حياتية تتحدث فيها عن نفسها وعما يعترضها بشكل يومي، الأمر الذي استقطب أكثر مليون زائر لقناتها، لتدخل بعد ذلك يد التجارة والإعلانات في اتفاقات معها، مما مكنها من أن تكون واحدة من أكثر القنوات على اليوتيوب مشاهدة في العالم.
وقد حقق كثير من المشاهير من لاعبي الكرة ومشاهير الفن أموالا طائلة عن طريق هذه الوسائل وما زال بعضهم يجني مع كل مقطع أو تغريدة مبالغ هائلة.

إعلام جديد أم وسائل اتصال؟
الإعلام التقليدي أمام مفترق طرق اليوم، لا بد من الاختيار بين أن يردم الفجوة بينه وبين شبكات التواصل الاجتماعي، وبين أن يغادره قطار التقنية فيجد نفسه وحيدا بلا قارئ أو مشاهد أو مستمع، وهو ما يطرح التساؤل من جديد: هل نحن إزاء إعلام جديد أم هي وسائل اتصال اجتماعي؟

في رأيي أن تلك الوسائل الحديثة للاتصال ـ متمثلة بالفيس بوك وتويتر ويوتيوب ـ يمكن أن تكون مكملة للإعلام التقليدي، لينتج إعلام يزاوج بين المهنية وصرامة التقاليد التي نشأت عليها السلطة الرابعة وبين التقنية الحديثة التي تتيح للإعلام التقليدي الفرصة ليكون أكثر قربا، ليس من الحدث فحسب، وإنما من الناس أيضاً، وهذا هو جوهر الموضوع.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة