الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصية الشهيد البطل محمد فتحي فرحات

وصية الشهيد البطل محمد فتحي فرحات

وصية الشهيد البطل محمد فتحي فرحات

الله أكبر... الله أكبر ... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر ... الله أكبر

بسم الله الرحمن الرحيم

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)

قال المهندس يحيى عياش في يوم من أيامه : (على الكريم أن يختار الميتة التي يحب أن يلقى الله ، فنهاية الإنسان لابد أن تأتي ما دام قدر الله نفذ ) .

من المحراب تبدأ رحلة المهاجرين ... ثم يكون تقدم العمل ... مساجد ومنابر وينطلق القطار وجهته فلسطين ... وقوده الدم يعتلي مسافر عملاق يرفع راية خفاقة يزينها (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) وبالدم كتبت ( كتائب الشهيد عز الدين القسام) والقطار يسير على السكة والمسافر شامخ .. معتد ... يتزايد المسافرون ... كثير عددهم ، الوقود يدفع حماس القطار يخترق كل الحدود ولا يتوقف ... وساحة التنافس لتزويد القطار بالوقود مشتعلة وأشكال التزويد متنوعة والتقدم يملأ النفس رضى .. الأفق يقين .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد :
إلى أهلي .. إخوتي.. أحبتي ... أمل الجهاد المتأجج في ناظري .. إلى عمالقة الالتزام الصادق .. إلى كل المتمسكين رغم كثرة المفرطين .. إلى أبطال مستقبل هذا الدين .. إلى فرسان الحق والقوة والحرية .. إلى رواد مسجد الإصلاح : إنني أكتب رسالتي وأنا في خندق الجهاد والمقاومة بين الرصاص والقنابل وبجانبي رشاشي ينتظر المعركة وهو مشتاق إلى خلع رؤوس اليهود وأعوان اليهود من بين الأحداث ، وهذه المخاطر تذكركم وأنتم تجلسون حولي في أيام قد خلت فقلت لنفسي : من فيهم يحمل الرشاش من بعدي ويلقي بالقنابل ويقتحم المستوطنات ويفجر نفسه ..؟؟ من فيهم هانت عليه الدنيا ورقت روحه وتألقت لمعانقة الشهادة ..؟؟ كي أخفي عنده سر الجهاد ، من فيهم يا ترى يرث (وسام فرحات- رائد الحلاق – محمد دخان ) من فيهم سوف يذكرني فلا ينام الليل يحلم في الجهاد ويظل يفكر كيف السبيل لقتل اليهود وأذنابهم الأوغاد ؟؟ من فيهم يرفع راية القسام عالية كما رفعها إخواننا في زمن الذل والعار ...

أحبتي .. إن أول خطوة في طريق الجهاد هي الالتزام بتعاليم القرآن والنهج على درب المصطفى صلى الله عليه و سلم ، وثاني خطوة في الجهاد ألا تنام الليل إلا وأنت تنظر في حال البلاد والعباد ومن بعد ذلك يبدأ الاستعداد ليوم اللقاء مع البنادق والقنابل والصواريخ لتكون الشهادة أو نصر ينزله رب العباد .. هذي خطانا في خنادق القسام .. فهل لكم أمنيات فتتقدموا كي تبدؤوا الطريق وتستعدوا كي تلحقوا بإخوان لكم هانت عليهم الدنيا وباعوها بما فيها كي يصلوا بثمنها إلى رضا الله وإلى جنات الفردوس الأعلى وإلى حوض النبي صلى الله عليه و سلم .

إخواني و أحبتي : أصبحت الناس تدعي أنها تخاف من النار وتعمل لها وتدعي بأنها تحب الجنة وتبتعد عنها ، إنه من يبعد عن كتاب الله سيخسر الكثير الكثير .. لا تنظروا إلى تلك الإغراءات البخيسة التي لا قيمة لها عند الله عز وجل فأنتم بين الفتن وحب الشهوات وأنا شهوتي الجنة فاخترتها .. عقدت صفقة في تجارة رابحة وهي الجنة وأرجو منكم السماح لتأخري في الانتقام من الخونة وأحذركم من البعد عن كتاب الله عز وجل فكم من أناس نسوا الله فأنساهم أنفسهم .. فأنا إن شاء الله عند ربي في جناته سأكون عند ( عز الدين القسام – عبد الله عزام – عماد عقل – يحيى عياش – عوض سلمي - محمود أبو هنود – حسن عباس – أسامة حلس – بلال الغول)

إخواني وأحبتي .. إن الحياة بجوار رب العزة لهي الأفضل خير من أي حياة .. والله إنها لبئس الحياة يتحكم بها الطغاة المستكبرون .. والله إنها لشهادة لا تنتهي .. لا تنتهي ولا يصل الحبيب إلى الحبيب إلا شريداً أو شهيداً.

يا أبناء الكتلة الإسلامية .. يا أبناء حماس ... يا رواد المساجد وخاصة مسجد الإصلاح أنتم أبناء الإسلام سوف تبقون الصوت الذي يصرخ بشجاعة في مواجهة كل المفاهيم لكي تستيقظ الأمة من نومها العميق وسوف تبقون أنتم الرصاصة والبندقية التي تقاتل المحتل وأعوانه .

إخواني وأحبتي .. علمتني الحياة في ظل الدعوة أن الحياة مؤقتة يعقبها الموت ويعكرها الفوت فكم من حي مات دون مطلبه ولم يظفر بمرغوبه رغم بذل النفس والنفيس والغالي والرخيص ، والدنيا غرارة خداعة إذا حلت أوحلت ، إذا جلت أوجلت وإذا كست أوكست وكم من ملك رفعت له علامات فلما علا مات ..؟ أما الآخرة فهي حياة المؤمن لذة باقية ليس فيها لاغية ففي الجنة ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلا تشتري القليل بالكثير والعاجلة بالآجلة والفانية بالباقية ، وعلينا أن نتقدم لنسكن الدار الثانية .

إخواني أحبتي : طريق الدعوة إلى الله ليست رتبة شرفية ولا حقيبة وزارية أو مهنة حكومية ، بل الطريق محفوف بالمكاره مليء بالمفاجآت ، فيه تكليف ثقيل وهم جسيم وعلى الداعية أن يعد الزاد لأن السفر طويل لكنها خير طريق ؛ إذ إنها توصل إلى الجنة .

إخواني و أحبتي .. إن صلاة الفجر في جماعة هي محضن الرجال وملتقى المخلصين وعنوان المجاهدين وخير كبير لا يعدله شئ في بابه ، ويكفي أن صاحبها يعيش في ذمة الله وأن قيام الليل مدرسة الأجيال ومحضن الرجال وسمة المجاهدين إشارة المنتصرين ودأب الصالحين.

كما أنني أطالب السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الأجهزة الأمنية من عدم ملاحقة المجاهدين الذي يقلقون راحة العدو وأن تبتعدوا عن حماية المستوطنات حتى يذيق المجاهدون العدو العلقم المر ...

يا أبناء حماس .. يا أبناء القسام .. يا من اصطفاكم الله من خلقه ليحقق بكم قدره وليجري أسبابه فيعيد على أيديكم قوة دينه ويعلي بكم راياته ويحقق بكم وعيده بإساءة وجوه بني صهيون فمزيد من الرباط على نهجه .. يا أبناء حماس .. يا أبناء القسام تقدموا الصفوف ، احملوا الرايات رايات الجهاد والدفاع عن حياض الدين والوطن ولا تتخاذلوا ولا تتولوا فيستبدل الله بكم خيراً منكم .

إخواني و أحبتي .. أوصيكم بتقوى الله سبحانه وتعالى والوحدة (وحدة الصف ) في وجه الأعداء .. إلى كل من : أحبائي وإخواني ومن يعرفني أو طرح علي سلامًا أو أخطأت في حقه أن يسامحني ويدعو الله أن يتولانا برحمته وأن يرزقنا الشهادة في سبيل الله .

إلى الوالد والوالدة : أن يلهمهما الصبر والثبات وليس بوسعي إلا أن أهنئكم باستشهادي إن شاء الله .

وفي الختام : أعوذ بالله من كبوة الجواد ومن سقطة اللسان ومن زلة العالم ونسأل الله أن يتقبل منا هذا العمل ويجعله خالصاً لوجهه الكريم

الجمعة 1/3/2002
أخوكم الشهيد الحي(إن شاء الله) / أبو القاسم

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة