الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                37 - من جمع بأهله لا ينال ثواب الجماعة إلا إذا كان لعذر

                التالي السابق


                ( 37 ) قوله : من جمع بأهله لا ينال ثواب الجماعة إلخ . يعني التي تكون في المسجد لزيادة فضيلة ، وتكثير جماعة ، وإظهار شعائر الإسلام ، وأما أصل الفضيلة وهي المضاعفة بسبع وعشرين درجة ، فحاصلة بالصلاة جماعة في بيته على هيئة الجماعة الكائنة في المسجد ، فالحاصل أن كل ما شرع فيه الجماعة فالمسجد فيه أفضل لما اشتمل عليه من شرف المكان ، وإظهار الشعائر ، وتكثير سواد المسلمين ، وائتلاف قلوبهم . وينبغي أن يقيد هذا بما إذا تساوت الجماعتان في استكمال السنن والآداب ، وأما إن كانت الجماعة في البيت أكمل كما إذا كان إمام المسجد يخل ببعض الواجبات ، كما في كثير من أئمة الزمان والله المستعان فالجماعة في البيت أفضل . كذا في شرح البرهان الحلبي [ ص: 31 ] على منية المصلي وبه يسقط ما قيل . ما ذكره المصنف رحمه الله مخالف لما ذكر في البحر حيث قال : ولا فرق في ذلك ، أي في الصلاة بالجماعة بين أن يكونا في المسجد أو في بيته ، حتى لو صلى بزوجته أو جاريته أو ولده ، فقد أتى بفضيلة الجماعة ( انتهى ) .

                ومما يدل على أن مراد المصنف رحمه الله . هنا بقوله : لا ينال ثواب الجماعة ، عدم ثواب الجماعة الواقعة في المسجد ، لا مطلق ثواب الجماعة لما في البزازية من الثالث في التراويح ، وإن صلاها بجماعة في بيته فالصحيح أنه ينال إحدى الفضيلتين ، فإن الأداء بالجماعة في المسجد له فضيلة ليست للأداء في البيت . وكذا الحكم في المكتوبة ( انتهى ) .

                هذا وقد ذكر في الخزانة : إن تطوع الإمام في الموضع الذي يصلي فيه الفرائض مكروه ( انتهى ) .

                وظاهر إطلاقه : أنه لا فرق بين أن تكون صلاة الإمام في المسجد أو البيت .




                الخدمات العلمية