الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وشاهد ومشهود

                                                                                                                                                                                                                                      3 - وشاهد ومشهود ؛ أي: وشاهد في ذلك اليوم؛ ومشهود فيه؛ والمراد بالشاهد من يشهد فيه من الخلائق كلهم؛ وبالمشهود فيه: ما في ذلك اليوم من عجائبه؛ وطريق تنكيرهما إما ما ذكرته في قوله: "علمت نفس ما أحضرت"؛ كأنه قيل: "ما أفرطت كثرته من شاهد ومشهود"؛ وإما الإبهام في الوصف؛ كأنه قيل: وشاهد ومشهود لا يكتنه وصفهما؛ وقد كثرت أقاويل المفسرين فيهما؛ فقيل: محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ ويوم القيامة؛ أو عيسى - عليه السلام -؛ وأمته؛ لقوله: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ؛ أو أمة محمد؛ وسائر الأمم؛ أو الحجر الأسود والحجيج؛ أو الأيام والليالي؛ وبنو آدم؛ للحديث: " ما من يوم إلا وينادي: أنا يوم جديد وعلى ما يفعل في شهيد؛ فاغتنمني؛ فلو غابت شمسي لم تدركني إلى يوم القيامة"؛ أو الحفظة؛ وبنو آدم؛ أو الله (تعالى)؛ والخلق؛ لقوله (تعالى): وكفى بالله شهيدا ؛ أو الأنبياء؛ ومحمد [ ص: 623 ] - عليهم السلام -؛ وجواب القسم محذوف؛ يدل عليه:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية