الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
تخشعه وتدبره

[فصل]

فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة ، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر، وأشهر وأظهر من أن تذكر فهو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب، قال الله عز وجل: [ ص: 83 ] أفلا يتدبرون القرآن وقال تعالى: كتاب أنـزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته

والأحاديث فيه كثيرة، وأقاويل السلف فيه مشهورة.

وقد بات جماعة من السلف يتلون آيه واحدة، يتدبرونها ويرددونها إلى الصباح.

وقد صعق جماعة من السلف عند القراءة.

ومات جماعات حال القراءة.

وروينا عن بهز بن حكيم أن زرارة بن أوفى التابعي الجليل - رضي الله عنه - أمهم في صلاة الفجر فقرأ حتى بلغ: فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير خر ميتا، قال بهز : وكنت فيمن حمله .

وكان أحمد بن أبي الحواري - رضي الله عنه وهو ريحانة الشام كما قال أبو القاسم الجنيد رحمه الله - إذا قرئ عنده القرآن يصيح ويصعق.

قال ابن أبي داود : وكان القاسم بن عثمان الجوني - رحمه الله - ينكر على ابن أبي الحواري .

[ ص: 84 ] وكان الجوني فاضلا من محدثي أهل دمشق ، تقدم في الفضل على ابن أبي الحواري .

قال: وكذلك أنكره أبو الجوزاء ، وقيس بن جبير ، وغيرهم.

قلت: والصواب عدم الإنكار إلا على من اعترف أنه يفعله تصنعا، والله أعلم.

وقال السيد الجليل ذو المواهب والمعارف إبراهيم الخواص - رضي الله تعالى عنه -: دواء القلب خمسة أشياء:

- قراءة القرآن بالتدبر.

[ ص: 85 ] 2 - وخلاء البطن.

3 - وقيام الليل.

4 - والتضرع عند السحر.

5 - ومجالسة الصالحين.

التالي السابق


الخدمات العلمية