الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6735 18 - حدثنا إسحاق ، أخبرنا عبد الصمد، حدثنا شعبة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك يقول لامرأة من أهله: تعرفين فلانة؟ قالت: نعم، قال: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر بها وهي تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري، فقالت: إليك عني؛ فإنك خلو من مصيبتي. قال: فجاوزها ومضى، فمر بها رجل، فقال: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما عرفته. قال: إنه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فجاءت إلى بابه، فلم تجد عليه بوابا، فقالت: يا رسول الله، والله ما عرفتك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: الصبر عند أول صدمة.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 232 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 232 ] مطابقته للترجمة في قوله: " فجاءت إلى بابه فلم تجد عليه بوابا ".

                                                                                                                                                                                  وإسحاق شيخ البخاري هو ابن منصور ، وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجنائز عن آدم بن أبي إياس وعن بندار ، عن غندر . ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عند قبر " وكان قبر ابنها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وهي تبكي " الواو فيه للحال.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فلانة " غير منصرف كناية عن أعلام إناث الأناسي.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إليك عني " أي: تنح عني وكف نفسك عني.

                                                                                                                                                                                  قوله: " خلو " بكسر الخاء المعجمة، وهو الخالي.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فمر بها رجل " هو الفضل بن عباس .

                                                                                                                                                                                  قوله: " الصبر " ويروى: إن الصبر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عند أول صدمة " وفي رواية الكشميهني : عند الصدمة الأولى، أي: عند فورة المصيبة وشدتها، والصدم ضرب الشيء الصلب بمثله، والصدمة المرة منه.

                                                                                                                                                                                  واختلف في مشروعية الحاجب للحاكم ، فقال الشافعي وجماعة: ينبغي للحاكم أن لا يتخذ حاجبا. وذهب آخرون إلى جوازه، وقال آخرون: بل يستحب ذلك لترتيب الخصوم ومنع المستطيل ودفع الشرير. ونقل ابن التين عن الداودي قال: الذي أحدثه بعض القضاة من شدة الحجاب وإدخال بطائق الخصوم، لم يكن من فعل السلف، ولن يأتي آخر هذه الأمة بأفضل ما أتى به أولها، وهذا من التكبر، وكان عمر رضي الله تعالى عنه يرقد في الأفنية نهارا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية