الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  20538 أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن عبد الله بن رباح ، عن أبي قتادة ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذ مال - أو قال : ماد - عن الراحلة ، قال : فدعمته بيدي حتى استيقظ ، ثم مال فدعمته بيدي حتى استيقظ ، فقال : " اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظني هذه الليلة ، ما أرانا إلا قد شققنا عليك ، تنح عن الطريق " قال : فتنحى عن الطريق ، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنخنا معه ، فتوسد كل منا ذراع راحلته ، فما استيقظنا حتى أشرقت الشمس وما استيقظنا إلا بصوت الصرد فقلنا : يا رسول الله ، هلكنا ، فقال : " لم تهلكوا ، إن الصلاة لا تفوت النائم ، إنما تفوت اليقظان " ثم قال : " هل من ماء فأتيته بميضأة - وهي الإداوة - قال أبو قتادة : فقضى حاجته ، ثم جاءني فتوضأ ، ثم دفعها إلي ، [ ص: 279 ] ثم قال لي : " احفظها لعله أن يكون لبقيتها نبأ " قال : فأمر بلالا ، فنادى وصلى ركعتين ، ثم تحول من مكانه ذلك ، فأمره فأقام فصلى بنا الصبح ، قال : ثم سار الجيش ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن يطيعوا أبا بكر ، وعمر يرفقوا بأنفسهم ، وإن يعصوهما يشقوا على أنفسهم " ، قال : وكان أبو بكر ، وعمر أشارا عليهم ألا ينزلوا حتى يبلغوا الماء ، وقال بقية الناس : بل ننزل حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلوا فجئناهم في نحر الظهيرة وقد هلكوا من العطش ، قال : فدعاني بالميضأة ، فأتيته بها فاستأبطها ، ثم جعل يصب لهم ، ثم قال : " اشربوا وتوضئوا " ففعلوا وملئوا كل إناء كان معهم ، حتى جعل يقول : " هل من عال " ثم ردها إلي ، فيخيل إلي أنها كما أخذها مني ، وكانوا اثنين وسبعين رجلا .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية