الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              410 - أخبرنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، نا محمد بن أبي صفوان الثقفي ، نا بهز - يعني ابن أسد - ، ثنا حماد - يعني ابن سلمة - ، أخبرنا ثابت البناني ، أن عبد الله بن رباح ، حدث القوم في المسجد الجامع وفي القوم عمران بن حصين ، فقال عمران : من الفتى ؟ فقال : امرؤ من الأنصار ، فقال عمران : القوم أعلم بحديثهم ، انظر كيف تحدث فإني سابع سبعة ليلتئذ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال عمران : ما كنت أرى أحدا بقي يحفظ هذا الحديث غيري ، فقال : سمعت أبا قتادة يقول : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ، فقال : " إنكم إلا تدركوا الماء من غد تعطشوا " ، فانطلق سرعان الناس ، فقال أبو قتادة : ولزمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة ، فنعس فنام فدعمته ، ثم نعس أيضا ، فمال فدعمته ، ثم نعس فمال أخرى حتى كاد ينجفل ، فاستيقظ ، فقال : " من الرجل ؟ " فقلت : أبو قتادة ، [ فقال ] : " من كم كان مسيرك هذا ؟ " ، قلت : منذ الليلة ، فقال : " حفظك الله بما حفظت به نبيه " ، ثم قال : " لو عرسنا " ، فمال إلى شجرة وملت معه فقال : " هل ترى من أحد ؟ " ، قلت : نعم ، هذا راكب ، هذان راكبان ، هؤلاء ثلاثة ، حتى صرنا سبعة ، فقال : " احفظوا علينا صلاتنا لا نرقد عن صلاة الفجر " ، فضرب على آذانهم حتى أيقظهم حر الشمس فقاموا فاقتادوا هنيئة ثم نزلوا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أمعكم ماء ؟ " فقلت : نعم ، معي ميضأة لي فيها ماء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ائت بها " ، فأتيته بها فقال : " مسوا منها ، مسوا منها " ، فتوضأنا وبقي منها جرعة ، فقال : [ ص: 245 ] " ازدهرها يا أبا قتادة ؛ فإن لهذه نبأ " ، فأذن بلال فصلوا ركعتي الفجر ، ثم صلوا الفجر ، ثم ركبوا ، فقال بعضهم لبعض : فرطنا في صلاتنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما تقولون ؟ إن كان شيء من أمر دنياكم فشأنكم به ، وإن كان شيء من أمر دينكم فإلي " ، قلنا : يا رسول الله فرطنا في صلاتنا ، فقال : " إنه لا تفريط في النوم ، وإنما التفريط في اليقظة ، وإذا سها أحدكم عن صلاته فليصلها حين يذكرها ومن الغد للوقت " ، فذكر الحديث بطوله .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية